قبل عقد من الزمن لمع في سماء الكتابة الصحفية الأدبية نجوم: سمير رشاد اليوسفي، عبدالحبيب سالم مقبل، أحمد الشرعبي، رشيدة القيلي، عبدالله سعد محمد. وقبل نصف عقد لمعت نجوم أخرى مثل محمود ياسين، نبيل سبيع، صلاح الدين الدكاك، فكري قاسم، وهناك نجوم لمعت في سماء الصحافة السياسية مثل جمال عامر وعبدالجبار سعد محمد وأنيسة عثمان.. وآخرين لم أتذكرهم الآن؛ فمعذرة!. لا يستطيع المرء أن يفصل فصلاً مبرماً بين السياسي والأدبي في الكتابة؛ فهما يتبادلان المواقع إبداعياً؛ ولكني أقصد الأسلوب. فالنجوم السابقون في الذكر استطاعوا أن يخلقوا أسلوباً أدبياً خاصاً بهم، وإن كانت موضوعات بعينها ساعدت على شعبية هؤلاء الكاتبين؛ وهي موضوعات لا تخلو من إثارة كما يعرف القارىء. أما نجوم الصحافة السياسية فلا يخلو أسلوبهم من (الأدبية) أو ما يطلق عليها أحياناً بالتجربة أو العاطفة، وكعادة النجوم؛ فإنها أحياناً تشرق إشراقاً جميلاً ومثيراً، وأحياناً تختفي تماماً قدر ما تكون سحب أو غيوم. والكتابة موهبة؛ تصقل بالقراءة والتجارب التي ترفد الأسلوب ب(المفارقة) التي هي (أصل الأدبية) فالأدب كما يعرّفه النقد الحديث هو لغة المفارقة!!. لا أعرف محمود ياسين شخصياً؛ وإنما أسمع عنه؛ فتثيرني تعليقاته ونكاته وكتاباته، دعك من قضية السياسة التي لا أفهمها؛ ولكن ما يهمني - بحسب الاختصاص - هو الأسلوب أو جمال التعبير عن موضوع من الموضوعات. قد تكون القضية جد تافهة؛ والفكرة منتهى السخف، ولكن الأسلوب هو الذي يضفي على الفكرة جمالاً وينفخ فيها الروح. قرأت بعض مقالات مجلة (صيف) وأعجبت بأدمغتها؛ بل بلغة محمود ياسين (العدد الأخير.. رئيس التحرير) هذه اللغة التي بدأت تؤسس لمدرسة مغايرة تستمد بعض روافدها من كتابات أجنبية (مفارقة) كما هو واضح عنده. لتستمر هذه المجلة بالألق، متمنياً على رئيسها ألا يحذو حذو (المركزية) فيكون هو الكاتب الذي يقتني القارىء من أجله المجلة؛ بل أطمح أن يسعى لاستقطاب كتّاب ممتازين قادرين على أن يحدثوا ثورة فنية في مجال الكتابة الصحفية والأدبية. معبراً عن سعادتي لأن هذه الأقلام تستطيع أن تواصل الإبداع في هذا العهد الذي أتاح فضاء من الحرية ليشارك شبابنا بشكل فاعل في نهضة اليمن الجديد.