ازدحم بالمتسوقين وفعاليات تنوعت بين المحاضرات التاريخية والدينية ودروس السيرة النبوية أدى الآلاف من المواطنين الذين قدموا من مناطق مختلفة من معظم محافظات الجمهورية صلاة الجمعة في جامع معاذ بالجند وذلك بمناسبة ذكرى دخول الإسلام إلى اليمن على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل. و تعتبر أول جمعة من رجب حسب ما يره الوافدون من مناطق مختلفة من البلاد هي المناسبة العظيمة التي دخل فيها الإسلام إلى اليمن حين حمل الصحابي الجليل معاذ بن جبل رسالة الرسول عليه الصلاة والسلم إلى أهل اليمن في السنة السابعة من الهجرة و دعاهم للإسلام و قام ببناء المسجد الذي سمي باسمه و ظل على حاله حتى القرن السادس الهجري حين زادت من توسعته الدولة الرسولية . وتعد أول جمعة من رجب ( الرجبية ) يوماً مشهوداً عند أهالي الجند حيث تعيش المنطقة أجواء أيمانية و أسواقاً شعبية ضخمة يجتمع فيها الباعة من كل أنحاء البلاد بمختلف البضائع والمأكولات . مظاهر عده تصاحب إحياء مناسبة دخول الإسلام في أول جمعة من رجب حيث تباع المشروبات والعصائر والشعير والملابس والبخور والعطور ، وغيرها داخل السوق الذي يزدحم بالزائرين. وتضمن الاحتفاء بهذه الذكرى التي يحييها مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث والمكتب التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2010م لمدة ثلاثة أيام إلقاء محاضرات دينية وتاريخية وقراءات ودروساً من السيرة النبوية إضافة إلى ما يتضمنه مهرجان الجند الإنشادي الأول من أعمال إنشادية متعددة. واعتبر وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود عبد الحميد الهتار الاحتفاء بذكرى تأسيس جامع الجند على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل ودخول الإسلام إلى اليمن هو احتفاء بأعظم حدث إسلامي في تاريخ اليمن. من جانبه أكد فضيلة الشيخ الحبيب أبو بكر المشهور أهمية تضافر جهود كل اليمنيين وإعادة ترتيب مسئولياتهم من أجل اليمن وأمنه واستقراره ووحدته. وأشارا إلى خصوصية الاحتفائية بذكرى تأسيس هذا الجامع بمشاركة هذه المجاميع من جميع محافظات اليمن. ونوها بأن دعوة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي دعوة محبة وإخاء وسلام وأمان واطمئنان وليست دعوة حقد وكراهية، مشيرين إلى أن من يدعو إلى فرقة وشتات فهو يدعو إلى منهج الشيطان. ويقع جامع الجند في الجهة الشرقية من تعز ويبعد عنها مسافة (20كم) وكان سوق الجند احد أهم أسواق العرب الموسمية المشهورة قبل الإسلام مثل ( سوق عكاظ – سوق عدن – سوق صنعاء – سوق الشحر – سوق دومة الجندل) ولم يبق اليوم من مدينه الجند القديمة سوى جامع الجند الذي بناه الصحابي الجليل “معاذ بن جبل” في قاع الجند في العام السادس الهجري 360م بأمر النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” في حياته ويعتبر جامع الجند من أقدم المساجد في الإسلام. ويشغل الجامع اليوم مساحة مستطيلة (حوالي 4365 مترا مربعاً) ويتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات للصلاة، أعمقها ظلة القبلة، وتطل هذه الظلات على الصحن ببائكات تتوجها بأعلى الجدران شرافات مسننة متجاورة تشابه ما كان سائدا في عمارة المماليك في مصر والشام. وتبلغ مساحة ظلة القبلة حوالي 1542 من الأمتار المربعة، وهي تتألف من أربعة أروقة بواسطة أربع بائكات بكل منها أعمدة مستديرة تقوم على قواعد مربعة، وتحمل هذه الأعمدة عقوداً مدببة، وبهذه الظلة ما يشبه المجاز القاطع الذي تسير عقوده باتجاه عمودي على جدار القبلة. ويؤدي المجاز القاطع إلى محراب الجامع الذي يتوسط جدار القبلة وهو من النوع المجوف ويعلوه عقد مدبب محمول على عمودين ويحيط بطاقية المحراب عقد آخر. ويمتاز المحراب بنقوشه التي تحوي آيات من القرآن الكريم والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى نص تأسيس يمتد على جانبي المحراب، ونصه «فرغ من عمل هذا المحراب المعبد الفقير إلى رحمة الله عبد الله بن أبي الفتوح في شهر رجب سنة ثماني عشرة وستمائة، صلى الله على محمد وآله ورضي عن الصحابة أجمعين». وإلى الشرق من هذا المحراب يوجد محراب آخر أقدم منه وينسب إلى معاذ بن جبل، وقد جاء خلواً من الزخارف والكتابات على خلاف سابقه. وبرواق القبلة منبر خشبي قديم يعود إلى نهاية القرن السادس الهجري (12م) طبقاً للكتابات المسجلة عليه وهي تحوي اسم النجار «النظام بن حسين» واسم الأمير الذي أمر بعمله وهو الحسن بن علي بن حسن العنسي. وقد جرت العادة في بلاد اليمن منذ تأسيس هذا المسجد على إقامة الصلاة به في أول جمعة من شهر رجب احتفالاً بأول جمعة أقيمت باليمن في هذا الشهر الكريم.