مسجد الجند يقع في المدينة اليمنية العتيقة المعروفة ب(الجند) وهي مدينة يمنية قديمة تقع في الشمال الشرقي من محافظة تعز، وهي تنسب إلى جند بن شهرات بطن من المعافر ، وكانت الجند من أهم أحد أقسام المخاليف الثلاثة وهي الجند أعظمها وصنعاء ومخاليفها أوسطها وحضرموت ومخاليفها أدناها. جامع الجند يعد من المساجد الأولى التي بنيت في اليمن في صدر الإسلام وبالتحديد في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث بعث بمعاذ بن جبل إلى اليمن في العام السادس للهجرة ليعلم أهل اليمن القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية. و شأنه في ذلك شأن مساجد اليمن الأولى لم يبق من عمارته الأصلية إلا الرقعة الصغيرة التي كان يشغلها وقد أدخلت في مساحته الحالية. ونتيجة لتتابع أعمال الترميم والتجديد فيه فإن هيئة جامع الجند تبدو مختلفة كليا عن الأصل القديم، حيث يشغل الجامع اليوم مساحة مستطيلة (حوالي 4365 مترا مربعا) ويتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات للصلاة، أعمقها ظلة القبلة، وتطل هذه الظلات على الصحن ببائكات تتوجها بأعلى الجدران شرافات مسننة متجاورة تشابه ما كان سائدا في عمارة المماليك في مصر والشام. وتبلغ مساحة ظلة القبلة حوالي 1542 من الأمتار المربعة، وهي تتألف من أربع أروقات بواسطة أربع بائكات بكل منها أعمدة مستديرة تقوم على قواعد مربعة، وتحمل هذه الأعمدة عقوداً مدببة، وبهذه الظلة ما يشبه المجاز القاطع الذي تسير عقوده باتجاه عمودي على جدار القبلة. ويؤدي المجاز القاطع إلى محراب الجامع الذي يتوسط جدار القبلة وهو من النوع المجوف ويعلوه عقد مدبب محمول على عمودين ويحيط بطاقية المحراب عقد آخر، ويمتاز المحراب بنقوشه التي تحوي آيات من القرآن الكريم ، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى نص تأسيس يمتد على جانبي المحراب، ونصه «فرغ من عمل هذا المحراب العبد الفقير إلى رحمة الله عبد الله بن أبي الفتوح في شهر رجب سنة ثماني عشرة وستمائة، صلى الله على محمد وآله ورضي عن الصحابة أجمعين». وإلى الشرق من هذا المحراب يوجد محراب آخر أقدم منه وينسب إلى معاذ بن جبل، وقد جاء خاليا من الزخارف والكتابات على خلاف سابقه. وبرواق القبلة منبر خشبي قديم يعود إلى نهاية القرن السادس الهجري (12م) طبقاً للكتابات المسجلة عليه وهي تحوي اسم النجار «النظام بن حسين» واسم الأمير الذي أمر بعمله وهو الحسن بن علي بن حسن العنسي، وقد جرت العادة في بلاد اليمن منذ تأسيس هذا المسجد على إقامة الصلاة به في أول جمعة من شهر رجب احتفالاً بأول جمعة أقيمت باليمن في هذا الشهر الكريم.