يعيش العالم العربي والإسلامي أزمة سياسية واقتصادية خطيرة وتتمثل مظاهر هذه الأزمة في الصراعات التي تمزق عالمنا العربي في وقت نحن أحوج مانكون فيه إلى الوحدة والتكاتف لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية العالمية وتقف في أوليات هذه التحديات والعوائق والمطبات التنمية اضف إلى ماتشهده المنظومة العربية في خارطتها الجغرافية الواسعة والمترامية الأطراف من تخلف وفقر وبطالة وفساد أتى على الأخضر واليابس. وربما استناداً إلى جملة الدراسات والأبحاث العلمية حول هذه القضية الاقتصادية الرئيسية فإن مانجم عن الفشل في مسيرة التنمية الشاملة في الدول العربية والاسلامية على حد سواء الفلسفات الاقتصادية غير المدروسة وبالتالي في عجزها وفشلها في تحقيق فعاليات التغيير الاجتماعي والاصلاحات السياسية والاقتصادية وهذا على حد ماوصفته هذه الدراسات إلى الاخفاق في التنفيذ وتفاقم حل مشكلات التنمية واتساع دائرة الفساد المنظم. إلا أنه كان من الممكن ان تقف الانظمة العربية والاسلامية أمام منظومة التغييرات الجذرية في سلم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بتدابير علمية مدروسة بالاستناد إلى الكفاءات العربية ذات الخبرة العملية واقرار روزنامة من الاجراءات النافذة بهدف الاصلاح الإداري والمؤسسي والمالي ووضع الآلية الاقتصادية التي تقرها القمة العربية وتكون ملزمة لكافة الدول العربية للرفع من مستوى الاداء والتصدي للفساد بما يسهم في خلق نمط اقتصادي فاعل ومؤثر واستراتيجية فاعلة كأداة عمل لإحداث تغييرات جذرية وتطهير بلدانها من الظواهر المعيقة والمخلة بالأمن والاستقرار. وخلصت الدراسات والأبحاث العلمية إلى قائمة من التصورات والرؤى الفاعلة لتطوير مراحل التنمية ,من أهمها الاستغلال العقلاني للإمكانات الاقتصادية والاستخدام الجيد والعلمي للوسائل التقنية والتأهيل الإداري والعلمي للمهارات والقدرات المحلية, والمحاسبة لجوانب القصور والإخفاق في مسار خطط التنمية والترشيد الاقتصادي والحد من الإسراف والاستغلال السيء للملكية العامة وهدر المال العام واعتبرت السياسات الاقتصادية أن تطوير أجندة التنمية والاقتصاد مرهونة بصورة أساسية في القيمة الحقيقية لمؤشرات النجاح الاقتصادي وعملية التغيير والإصلاحات النوعية التي تمثل الحاضن الماضي والمعنوي والمؤشر الاقتصادي للتنمية. وأشادت الكثير من المقالات الصحفية العربية بالمبادرة اليمنية الأخيرة للوفاق العربي وراب التصدع وتجاوز الخلافات العربية – العربية، المبادرة التي قدمت في القمة الأخيرة التي انعقدت في ليبيا الشقيقة وأكدت هذه المقالات أهمية هذه المبادرة وما حددته من اتجاهات وتصورات تشكل العمود الفقري على طريق اللبنات الأولى للوحدة العربية الشاملة ،بل مثلت بحق المرجعية لنجاح الحوار العربي – العربي والدفع بالعمل العربي نحو الآفاق الجديدة ولا سيما القضية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني من حصار واستهداف لقيمه الدينية والإسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف ،إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية وفي المهجر والاغتراب وغياب الحل السياسي للقضية الفلسطينية ومراوغات العدو الصهيوني المكشوفة على القرارات الدولية.