ثمانية جنود هم حصيلة عمل انتحاري في مدينة الضالع تم تنفيذه يوم أمس من قبل أحد أبناء مدينة خدير في تعز، كما رددت بعض المصادر.. لم يكن الأمر مفاجئاً لكثيرين بالنسبة لتفكير تنظيم «القاعدة» الذي بدأ ينوّع أساليبه في استهداف النظام، إلا أن تنفيذ عمليات انتحارية في بلد مسلم أمر يبعث على الغرابة، فالمسلم يحرّم قتل النفس البريئة، فما البال وأنه يحلل قتل نفسه؟!. هناك إذاً خلل كبير في فهم «الجهاد» لدى شبابنا الذين رميناهم في أحضان التطرف، فطوال السنوات الماضية أهملنا هذا القطاع من الشباب، فصاروا يتربون خارج محيط اهتماماتنا. وصرنا نتفرغ لتصفية حساباتنا السياسية والتي لا تنتهي، وتركنا للمتطرفين خيار تشكيل وعي الشباب بالطريقة التي يدمرون فيها أنفسهم ووطنهم تحت وهم الدفاع عن الدين!!. إذا ما استمررنا في معالجة مشاكلنا الداخلية بالطريقة التي نعالج بها اليوم؛ فإننا سنجد التطرف يطرق باب كل واحد منا. إذا ما تركنا التطرف ورجالاته، وهم بالمناسبة كثيرون في مجتمعنا، هو الذي يتحكم بشبابنا؛ فإننا نكون قد قضينا على مستقبل الأمة بأكملها. على السياسيين أن يتركوا خلافاتهم جانباً ويبدأوا بالالتفات إلى قاعدة الشباب التي تنمو يوماً بعد يوم في أحضان المتطرفين. هناك الملايين من الشباب في كافة مناطق البلاد لا يجدون أعمالاً ولا وظائف يمكنها أن تمتص قدراتهم وإمكانياتهم، وهذه القضية تحتاج من الحكومة إلى دراستها بشكل جاد. على الجهات المعنية أن تدرس ظاهرة "الانتحاريين الجدد" الذين يعتقدون أن بأعمالهم هذه يدخلون الجنة؛ وألا يتركوا للآخرين مهمة تشكيل وعيهم بالطريقة التي يريدونها. على علمائنا أن يشمّروا عن سواعدهم وينزلوا إلى قطاع الشباب ليبصّروهم بمفاهيم الدين الحقيقية، المفاهيم التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتركها الكثيرون منا. وصار يستنجد بكل ما هو مخالف للدين والشريعة، ويذهب وراء بعض الاجتهادات التي تحرّض على القتل والعنف، فهذا هو الدور الحقيقي للعلماء؛ لا أن يبحثوا في سفاسف الأمور ويتركوا الشباب فريسة للأفكار الهدامة!!. على العلماء الذين ينتشرون في كل بقاع اليمن أن يبدأوا بتنفيذ حملة توعية في صفوف الشباب، ويوضحوا لهم مخاطر الانزلاق وراء بعض الأفكار الهدامة الخارجة عن الدين، فظاهرة الهجمات الانتحارية ضد مؤسسات يمنية، هي في نهاية الأمر تعبير عن خلل كبير في فكر من يقوم بتنفيذها. نحتاج إلى تحرك سريع لاحتواء ظاهرة «الانتحاريين الجدد» التي بدأت تأخذ مساحة واسعة من نشاطات المتطرفين؛ يغذيها ضعف اهتمام الحكومة بالشباب وغيابها عن إيجاد الحلول لمشاكلهم التي تتزايد يوماً بعد يوم.