يطلق البعض على سياسة الاستثمار بأنها اقتصرت على استثمار المستثمر، ويرى أحد الناقدين أن إطلاق التسمية لم يأتِ من فراغ استناداً إلى أخبار بعض الذين جاؤوا من الخارج وتقاطروا من الداخل منذ سنوات عديدة للدخول في الاستثمار في وطنهم من أوسع الأبواب التي وجدوها مغلقة من الناحية الروتينية في الاجراءات , فقرروا البقاء عند حدود مناطقهم وطموحاتهم انتظاراً لليوم الذي يجدون فيه من يرحب بهم ويسهل معاملاتهم. وآخرون ركبوا الطيارات أو السيارات بحثاً عن فرص استثمار , ووجدوا ذلك كلٌ بحسب مالديه من رأسمال ودراسة ناجزة للمشروع الذي قدر أنه كفيل بإخراجه من دائرة البحث المغلق إلى فضاء الحرية والأمل والعمل، وكم سمعنا عن توفر فرص التسوق والاستثمار في الصين التي كانت في ماقبل ثلاثة عقود من السنين أشبه بالأرض المحصورة مدنها بين أسوار الاشتراكية التي لامكان فيها إلا لمن يؤمن بالتأميم ويردد تعليمات ماوتسي تونغ ونصائحه التي حقاً لولاها لما نشأ جيل من مئات الملايين على المثالية في فترة حكمه ورفاقه ومنهم الذين تولوا زمام الحكم بعده إلا أنهم أدخلوا بعض التعديلات الرئيسية على طريقة الانفتاح على كل العالم. فبدأوا بنداء من يرغبون في الاستثمار من أبناء الوطن ومن خارجه وفق تعليمات وقواعد أول من التزم بتنفيذها المسئولون الكبار والموظفون التنفيذيون والمختصون لتسهيل اجراءات ومعاملات طالبي الاستثمار من أي جنسية بعد دراسة مشاريعهم وخططهم ونقبوا عن الكفاءات وإن كانت متوفرة علمياً من الناحية الأخلاقية والمثابرة من أجل رفعة الوطن وإعلاء سمعته بين الشعوب وصولاً إلى تحقيق المراتب العليا يبن الذين خدموا أوطانهم ابتداء بالمخترعين والمنظرين الأوائل الذين فقدوا حياتهم في التجارب حتى أصبحت الطيارة والكهرباء والسيار والمذياع والقطار حقيقة فتحت المجال بدون حدود لظهور الصناعات والمنتجات التي لاتعد ولاتحصى اليوم. أما في بعض الدول النامية التي أعلنت رغبتها في خوض المعركة الصناعية والاقتصادية والتعليمية والزراعية ودعت بل وظفت المئات من طالبي الوظائف الذين حصلوا على قسط من التعليم في الخارج بوجه خاص ومن الداخل بعد افتتاح جامعة صنعاء في بداية السبعينيات من القرن الماضي لكنها وجدت نفسها بين طوايبر من هؤلاء يعملون بدون قدوة حسنة ولاضوابط مؤهلة تمنع تسرب الرشوة والاتكالية والاهمال إلى نفوسهم بحجة عدم وجود من يأخذون بأيديهم إلى اظهار قدراتهم ومواهبهم ومنهم المخترعون الذين لم يجدوا من يناقشهم في اختراعاتهم ويمنحهم براءات اختراع كما هو الحال في العالم المتقدم. لقد وجد بعض المستثمرين أنفسهم أمام أشباح مبدؤها استثمار المستثمر أولاً بدليل تسابق أشخاص سبروا أغوار من هم أعلى منهم على الوظائف والادارات التي يفترض منها تسهيل معاملة المستثمرين من الأرض والخدمات والمرافق والمعاملات لكنها تشبثت بتجارب الفاسدين وأساليبهم في استثمار المستثمرين وعملت على ألا يزحزح فلان أو علان من مكانه فيتزوج الوظيفة أو المنصب مثنى وثلاث ورباع بينما يبحث الخريجون المتخصصون عن فرص عمل ووظيفة لعدة سنوات اللهم إلا الذين يسعفهم الحظ أو تدعمهم الوساطة من قبل بعض النافذين.