أفرد الأبشيهي في مؤلفه القيّم "المستطرف"عن الظلم وشؤمه, وسوء عواقبه, وهو الباب العشرون من الجزء الأول من المؤلف, نورد لكم مقتطفات منه: قال الله تعالى: "ألا لعنة الله على الظالمين" "سورة الأعراف الآية 43" وقال تعالى: "ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون" "إبراهيم الآية 49" وقال الله تعالى: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" "الشعراء الآية 227". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتطع حق امرىء مسلم أوجب الله له النار، وحرّم عليه الجنة، فقال له رجل: يا رسول الله ولو كان شيئاً يسيراً, قال ولو كان قضيباً من أراك". وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إياك ودعوة المظلوم؛ فإنما يسأل الله تعالى حقه". وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله تعالى اشتدّ غضبي على من ظلم من لا يجد له ناصراً غيري". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "من أشار إلى أخيه بحديدة؛ فإن الملائكة تلعنه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه". وجدت تحت فراش يحيى بن خالد البرمكي رقعة مكتوب فيها: وحق الله أن الظلم لؤم وأن الظلم مرتعه وخيم إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله يجتمع الخصوم وروي أن بعض الملوك رقم على بساطه: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم مصدره يفضي إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم وما أحسن ما قال الآخر: أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعاء سهام الليل نافذة ولكن لها أمد وللأمد انقضاء فيمسكها إذا ما شاء ربي ويرسلها إذا نفذ القضاء فليعلم كل امرىء أن الله يجازي على الخير والشر, ويعاقب الظالم على ظلمه, وينتصر للمظلوم, ويأخذ له حقه ممن ظلمه. وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.