ان شهر رمضان الذي نعيش أجواءه وروحانياته وتاريخه وانتصاراته مناسبة طيبة لتحقيق المصالحة ونسيان الخلافات بين أفراد الوطن الواحد وخصوصا أن الله عز وجل قد وهبنا وحدة عظيمة «وحدة اليمن» وشهر رمضان فرصة كبرى لتعزيز هذه الوحدة والتذكير بأهميتها والحفاظ عليها على طريق الوحدة العربية الإسلامية، فعصر العولمة أيها الإخوة الكرام فرض علينا وجوده ولايمكن أن يجدي نفعاً إلا من خلال وحدة الأمة وتماسكها وامتلاكها كل أسباب القوة والمنعة وتسخيرها لنهضة هذه الأمة، فالشكر والحمد لله الذي من علينا بوحدة الوطن وحماها من كيد الكائدين . فالوحدة أساس كل خير وسعادة ، وعماد الرُقي والسيادة ، فكم به عمرت بلاد، ، وما نال قوم نصيبهم من رغد العيش والهناء ، وسلم من العناء ، إلا بالتآلف والتناصر ، والتعاون والتضامن، وتوحيد الصفوف قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا» ، فقوة المسلمين في وحدتهم ، وضعفهم في تفرقهم لقوله صلى الله عليه وسلم :”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً “، ومن أجل أن يكون المؤمنون قوة واحدة ، لا بد أن يتآلفوا ويتعارفوا وأن تسري روح التعاطف والتراحم فيما بينهم ، ليصبحوا كالجسد الواحد فيشعر كل منهم بشعور الآخر يفرح لفرحه ويحزن لحزنه ، ويشاركه في السراء والضراء ، ويهب لنجدته، ويبادر بمساعدته مصداقاً لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم - : «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ومِن أعظم ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم الفرقةُ والاختلاف، قال الله تعالى: «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم : “لا تختلفوا فتختلفَ قلوبُكم”، أو قال: “تختلف وجوهُكم”، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “الخلاف شرٌّ كلّه”، وقال الحسن بن علي رضي الله عنه: “أيّها النّاس، إنَّ الذي تكرَهون في الجماعة خيرٌ مما تحِبّوه في الفرقة”. نعم إخواني ان شهر رمضان هو شهر التلاحم وتراص الصفوف، شهر التذكير بعظمة الوحدة فهناك مؤامرت تحاك من اجل تشتيت شملنا فالحملات الإعلامية من بعض القنوات الفضائية وبعض الصحف المحلية والخارجية مازالت تنفث سمومها وحقدها الدفين على وطننا ووحدتنا بدعم قوى خارجية لايهمها امن واستقرار اليمن حتى ونحن نعيش أجواء روحانية في شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران. ولذا- إخواني- إنها والله لفرصة كبرى في رمضان بأن نصفّي قلوبنا ونتآلف ونتوحد ونكون يداًً واحدة مع قائدنا وولي أمرنا وان نكون جميعاً في اصطفاف وطني دائم لمواجهة كل الأصوات الناعقة في أي محافظة كانت والتي تدعو إلى الفرقة والاختلاف ونشر الفوضى وإعاقة التنمية. وان نحذر من التأثّر بالشائعات الكاذِبة والأفكار الوافِدة الهدّامة التي تُنشَر عبرَ الصحف وعبر َالمواقع الاليكترونية والقنوات الفضائية والتي تستهدِف وحدة الوطن، وتبثّ الفُرقة والاختلاف والخوفَ والهلع ،فهذا البلد بالنسبة لنا مثل نفوسنا تماماً، لا يمكن أن نفرط فيه، ويستحيل أن نسيء إليه، فخيره وفضله من الثوابت لدينا. وأما أخطاؤه فهي مثل الأمراض التي تطرأ على الجسم تعالج بما يزيلها أو يخفف ضررها. وما من مجتمع إلا وفيه أخطاء، كما هي طبيعة البشر. فقد أراد الأعداء بنا سوءاً فنقض الله - عز وجل - قصدهم، وأفسد مخططاتهم فقلوب أهل هذا الوطن قد ازدادت اجتماعاً، وأحس الجميع بمكانة وطنهم وهكذا الشدائد والمحن تنقلب في حق أهل الإيمان إلى فرح ومنن، فالله تعالى مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. والله الموفق.