لاشك بأن الاتفاق الذي تم في 17 يوليو بين الأحزاب السياسية وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باعتباره رئيسا لكل اليمنيين يعتبر انتصارا مهماً لكل اليمنيين ولإرادة الحوار الذي تنتهجه القيادة السياسية لتكون نتائج الحوار هي الحكم وهي الطريق التي تسير عليه كافة الجهود من اجل تحقيق الغايات المشتركة . فهذا الاتفاق الوطني - إخواني الصائمين -عكس حرصاً واعياً ومسئولاً تجاه الوطن ومصالحه العليا ونهجه الديمقراطي وحيث استوعبت قيادات المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك متطلبات مواجهة المعوقات والتحديات وماتفرضه المرحلة التاريخية الدقيقة من مهام وواجبات تستدعي استحقاقاتها بمضامينها الداخلية وأبعادها الخارجية، الإقليمية والدولية اللجوء إلى الحوار والتوافق فالحوار هو الوسيلة المثلى والحضارية لتجاوز عوامل الاختلاف والتباين في الرؤى والمواقف ووجهات النظر، والتوافق على الحلول والمعالجات لأية مشكلات أو معوقات أو مصاعب تعترض مسيرة الوطن، والخروج بالتصورات الملائمة والمناسبة التي يلتقي حولها الإجماع الوطني. :قال عزّ وجلّ:”إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ” وقال عزّ وجلّ:”فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” . وقال الله تعالى: “وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” وقال تعالى: “وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” وقال عزّ وجلّ: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ في شيء إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ” . وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : “مثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثَل الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسّهر والحمَّى” وفي الحديث الآخر: “المؤمنِ للمؤمن كالبنيان يشُدّ بعضُه بعضاً”، وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : “من لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم”.وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : “لا تختلفوا فتختلفَ قلوبُكم”، أو قال: “”تختلف وجوهُكم” . ولأن شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والغفران المحبة والتسامح فإن المسؤولية الدينية والوطنية تتطلب من كافة الأحزاب الموقعة على اتفاق ال17 من يوليو, أن يتذكروا واجباتهم ومسؤولياتهم أمام المتطلبات والتحديات الراهنة التي تواجه وطننا وشعبنا, وأن يستوعبوا المهام والواجبات المطلوبة منهم في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة وفي مقدمتها استكمال التهيئة والإعداد للحوار الوطني الشامل وتنفيذ اتفاق فبراير 2009م ،فما يتمناه كل أبناء الوطن اليوم، هو أن تستفيد كل القوى السياسية من هذا الاتفاق، والتقاط هذه الفرصة لتعميق جسور الثقة وثقافة الحوار والتقدم بخطى واثقة وحس وطني مسئول في اتجاه تحقيق الوفاق الذي تعلو فيه مصلحة اليمن على ما سواها وتطلعات الجماهير اليمنية في التقدم والرخاء والنماء على ما دونها.. وذلك يتطلب حواراً بناءً وجاداً يخرج بحصيلة وافرة من الأفكار والرؤى التي تثري وتبني وتجمع ولا تفرق ولما فيه مصلحة الوطن أولاً وأخيراً. ولهذا فإن ما نأمله من هذا الاتفاق بين أطياف العمل السياسي والذي حظي بترحيب واسع من كل أبناء شعبنا أن يكون الخطوة الأولى نحو العمل بذات الروحية والمسؤولية الوطنية لتهيئة المناخات المناسبة لإجراء الانتخابات في أجواء ومناخات تنافسية نزيهة وشفافة.. باعتبار أن الحزبية والديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها لكنها وسيلة لتحقيق الأهداف الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي العام والعمل معاً على تعزيز مسيرة التنمية والبناء بما ينسجم مع المناخ الايجابي الذي ولده الارتياح الشعبي لهذا التوافق الوطني. فمن خلال هذا الاتفاق سيثبت المتحاورون للعالم أجمع بأن اليمن سيبقى عصياً على كافة المؤامرات والدسائس التي يطلقها البعض , بل إنها لن تؤثر على الوطن ووحدته في شيء بفضل المولى عز وجل وتلاحم أبنائه واصطفافهم ضد كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره. كما سيؤكد بأن الوطن لنا جميعاً ومهما اختلفنا ستكون مصلحة الوطن هي التي نسعى لنحققها فالمستقبل واعد بالخير الوفير وبلادنا وبحمد الله تمتلك الكثير من المقومات وعوامل النجاح السياسية والذاتية والموضوعية والجغرافية التي تبعث على التفاؤل الكبير في تحقيق كافة الغايات والتطلعات الوطنية المنشودة. نتمنى جميعا أن تستغل الأطراف السياسية هذا الشهر المبارك لتنفيذ ما تم التوقيع عليه مع اخذ الحيطة والحذر من أولئك النفر الذين لايهمهم أن ينجح هذا الحوار ولايهمهم أصلاً مصلحة الوطن خصوصا وأن الحوار بدأ بتنفيذ الخطوات الأولى ويستكمل حاليا بقية الخطوات. والله الموفق،، [email protected]