التواصل الدائم بين اليمنوفلسطين ممثلة بسلطتها الوطنية وفصائلها المقاومة في غزة وغيرها عملية ليست بالجديدة.. ولا الغريبة.. إنه تواصل قديم, وطبيعي.. تفرضه توجهات بلادنا العقيدية والقومية والإنسانية.. والتي تقضي بالانتصار للشعوب المستعمرة والمحتلة والمقهورة, والمناضلة من أجل حريتها واستقلالها وسيادتها, وفي طليعة هذه الشعوب الشعب العربي الفلسطيني الذي يناضل منذ أكثر من ستين عاماً ضد العصابات التي احتلت الأرض وشردت وارتكبت المجازر, والإبادات الجماعية, وسعت وتسعى إلى طمس هوية فلسطين العربية الإسلامية المسيحية, وتهويدها أو صهينتها بغرض إيجاد مبررات مزورة وزائفة لبقاء العصابات الصهيونية, واستحداث تاريخ يصهين عروبة فلسطين.. وهو عمل يتنافى مع القيم الإنسانية والحقوق المشروعة لفلسطين”شعباً وأرضاً”.. إنه الظلم والقهر والاستعمار الذي ترفضه بلادنا, وتقف ضده إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني لاتعصباً, ولا انحيازاً, ولكن موقف إنساني تدعو وتحض عليه كل شرائع السماء وشرائع الأرض. وإذا كان التواصل اليوم مكثف بين الفلسطينيين وبلادنا أكثر كثافة.. فذلك يأتي في ظل مايتعرض له الفلسطينيون من ضغوط غير عادية للسير قدماً نحو المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني.. دون أن تكون هناك أجندة واضحة وشفافة, ودون أي مرجعية محددة ومسماة.. الأمر الذي ترى فيه بلادنا أن الذهاب إلى مفاوضات مباشرة على طاولة خالية من أي مشروع مقنع للتفاوض حول, يتسم بالعدالة والقبول بحقوق الشعب العربي الفلسطيني أمر لايجوز الذهاب إليه, ويجب أن يدعم المفاوض الفلسطيني يمنياً لرفض الذهاب إلى مفاوضات مباشرة لن يفيد منها إلا الصهاينة.. ومثل هذا موقف يعتمد الفلسطينيون على بلادنا للعمل والتنسيق مع الدول العربية لتشكيل موقف عربي قوي يدعم المفاوض الفلسطيني, ويدعو الدول ذات العلاقة والمجتمع الدولي إلى وضع مذكرة تفاوض واضحة وشفافة أساسها ومرجعيتها الحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني, وقرارات الشرعية الدولية الصادرة منذ 1948م ضد الصهاينة.. وذلك ماتراه بلادنا وتدعو وتحض عليه الدول الشقيقة.. مؤمنة أن السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق أبداً إلا بعودة الحقوق العربية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للقرارات الدولية.