الأزمات المالية والاقتصادية أصبحت تؤرق معظم بلدان العالم وفي مقدمتها الدول الفقيرة التي لاتتحمل وطأة هذه الأزمات وإزاء ذلك فإن دائرة الفقر أصبحت تتوسع مما زاد معها الكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية وغيرها من القلاقل.. وهناك الكثير من البلدان الفقيرة لا تستطيع مواجهة تلك الأزمات إلا إذا اتخذت منظومة من الإصلاحات الاقتصادية التي يمكن أن تساعد في خفض حدة هذه الأزمات على أن لاتمس تلك الاصلاحات أقوات الناس ومعيشتهم لأنهم لم يعودوا يستطيعون التحمل أكثر. ولانجافي الحقيقة بأن بلادنا هي احدى البلدان التي أصبحت تئن من وطأة الأزمة المالية والاقتصادية وهذا ليس خافياً على أحد والحكومة تعترف بذلك وهذا مايجب أن يكون حتى يعرف الشعب كل مايدور ليتحمل مسئولياته إزاء ماتعانيه البلاد من أزمات.. والمواطن اليمني أصبح لايطيق أن يتحمل أكثر مماهو فيه بل أصبح يتطلع إلى الجهات المعنية لتخفف عنه ما يعانيه من زيادة قاتلة للأسعار في مختلف المواد وأهمها الضرورية التي لايستطيع الاستغناء عنها المواد الغذائية والعلاجية وغيرها . وللخروج من هذه الأزمات فهو يتطلع إلى اشتراك المستشارين وخبراء الاقتصاد فيما يجب فعله للخروج من الأزمة لأنهم الأكثر فهماً ودراية على أن تصغي الجهات المعنية بالشأن الاقتصادي لكل مايطرحه خبراء الاقتصاد في بلادنا والمواطن العادي المستهدف الأول من الاصلاح الاقتصادي يتطلع إلى اتخاذ خطوات جريئة وشجاعة ستساعد كثيراً على التخفيف من حدة الأزمة من أهمها ترشيد الانفاق وتتمثل بالخطوات التالية: التقليص قدر الإمكان من المصروفات والنثريات غير المبررة والتي تبلغ مئات الملايين . التقليل من السفر إلى الخارج إلا لما فيه مصلحة للبلد، وإلغاء الهبات والهدايا والتوقف عن شراء السيارات والأثاث إلا في الحالات الاستثنائية على أن يترافق مع ذلك ضبط الايرادات العامة ومحاربة الفساد وناهبي المال العام والمهربين والبحث عن مصادر أخرى للدخل العام وتنويع مصادره بحيث لاتؤثر على حياة الناس المعيشية، وتشجيع عملية الاستثمار والعمل على حمايته حتى يكون ذلك عاملاً مساعداً في دعم الاقتصاد الوطني وامتصاص البطالة التي تعد واحدة من أهم المشاكل التي تقف أمام نمو وتطور الاقتصاد الوطني. علينا أن ندرك حجم أزمتنا المالية والاقتصادية والعمل على تحجيمها على الأقل وقبل فوات الأوان ولن يكون ذلك إلا باتخاذ خطوات صادقة والتي أشرنا إليها في سطورنا السابقة وعلينا أن نساعد أنفسنا قبل أن نطلب من الآخرين مساعدتنا.