فجأة.. يقفز أحد المسئولين إلى كرسي المسئولية وهو لا يكاد يفهم ما معنى إدارة أو كيف بإمكانه أن يتولى مسئولية.. والمهم في لحظة (القفز) أن يمتلك القدرة على أن يظهر متماسكاً لا يبدي خوفاً أو يثير قلقاً في نفسه أو في ما حوله!.. وليس مهماً أن يكون المسئول الجديد حاصلاً على الشهادة الثانوية أو الجامعية أو بلغ سن الرشد والفهم.. فما هو مطلوب أن يكون حاصلاً على شهادة يسمونها (الظهر) وهذه الشهادة إما أن تكون درجتها مقبول أو جيد أو جيد جداً أو ممتاز ويرجع التقدير في ذلك إلى نوعية (الظهر) ومن أي فصيلة!! ولا عجب أن يصل الموظف إلى تولي مسئولية قسم أو إدارة أو إدارة عامة وقد اشتعل الرأس شيباً ثم يتفاجأ في ليلة وضحاها بقدوم موظف (جديد) يلفه الدلال ليخلفه في مقعده! ولا غريب في إطار غرائب حدِّث ولا حرج أن يتحول موظف صغير حصل على درجة وظيفية حديثاً إلى مسئول عن (المدير) الذي يشرف عليه بعد أن يكون قد حصل على قرار (طازج) بدعم من مسئول أو كما يسمونه (ظَهَر) قد يكون قريباً له أو أحد أصدقاء والده أو من الجيران.. أو من (البلاد) والأخيرة طامة وقرارات ومؤسسات مهمة!! ولا تقولوا كذباً أو افتراءً فهناك (ظهور) تشبه الخرسانات لها صولة وجولة وكلمة وقوة ولا تتأخر في منح قريب أو صديق أو حتى معروف بكل أنواع (الإسناد) ولا يهم على حساب من كان فاهماً.. أو خبيراً.. أو مختبراً.. أو مؤهلاً.. أو جامعياً.. فالأهم أن تنجح مهمة (الاسناد) وأن يفوز (المسنود) بما أراده! ومن أهم المواد التي يدرسها الحاصلون على شهادة (الظَّهْر) كيفية تقوية العلاقات الأسرية.. وهنا يكون التأثير واضحاً وكبيراً ونافذاً عندما تُمنح شهادة (الظهر) بتوصية صادرة من مقيل أو جلسة (نسائية) فيقع حينها المسئول تحت ضغط أسري ولا مجال أمامه إلا أن ينفذ ليكون ذلك مصدر فخر أو تفاخر في جلسة (حريمية) أخرى، على اعتبار أن الأمر الذي تمت مناقشته في المرة السابقة أو الطلب الذي طرح تم تنفيذه.. فيتعاظم بذلك الإحساس بفوائد المسئولية!! تخيلوا.. أن عقرباً تم توظيفه بسرعة فائقة.. ولم يمر على كشوفات المتعاقدين أو ينتظر في طابور طالبي التثبيت.. ولم يقض عاماً واحداً إلا ولديه قرار بالتعيين في موقع مسئولية.. هكذا يحصل من يمتلك شهادة (الظهر) وهي المؤهل الذي لا يحتاج إلى تسجيل في كشوفات المتقدمين للتوظيف.. ولا للحصول على بكالوريوس أو ليسانس.. ولا للانتظار سنوات سمان عجاف ولا من يقول لك: ثلث الثلاثة كم!! [email protected]