حلول أربعين عاماً على رحيل القائد العربي الفذ جمال عبدالناصر مناسبة لإحياء الذكرى واستعراض حياة هذا الرجل الذي يمثل علامة مشرقة في زمننا العربي المثقل بكوارث أنظمته!!. وإذا كان إحياء الذكرى واجباً عربياًَ؛ فإنه بالنسبة لليمنيين من أوجب الواجبات والتعبير الطبيعي عن أبسط قيم الوفاء لمن يستحق الوفاء. عندما كان الشعب اليمني يئن تحت وطأة حكم الكهنوت والجن والقيود ومثلث “المرض والفقر والجهل” وفي نفس الوقت يجد صعوبة كبيرة في إزاحة عهود الظلم والجور؛ كان الزعيم جمال عبدالناصر قد عقد العزم على نصرة اليمن ومساندة الثورة على الجلاد. ولأسباب كثيرة ومعوقات خطيرة كان الدعم المصري ضرورياً للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ومهماً لإجبار الاستعمار على حمل عصا الرحيل، أو كما قال عبدالناصر في أحد أبرز خطاباته. لم تكن طريق الثورة سهلة، فكان أن وصل عدد المصريين في اليمن إلى سبعين ألفاً شاركوا أشقاءهم معارك ترسيخ النظام الجمهوري، وهو ما يعبّر عن كرم الشعب المصري وسخاء قائده الكبير. رحم الله جمال عبدالناصر، الزعيم العربي الذي نستحضر كل ما ذكرناه. وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدرُ.