مواصلةً للحديث عن تجربة الفنان عادل حاجب نتوقف قليلاً أمام ثنائيات «الصمت/الصراخ.. التأمل/الصخب».. بوصفها قيمة تعبيرية تتكرر إمعاناً في الاحتجاج والرفض لأحوال الوجود غير السويّة، وهذا بُعد يُكمل النقد اللمّاح الراكز في أساس وتضاعيف أطروحات الفنان. وقد لاحظتُ تركيزه على نقد السوداوية في النظرة للأمور، من خلال إشارة لمّاحة إلى الجزء الفارغ من الكأس، والذي يراه البعض دونما نظر للبعد الآخر العامر بالمعاني والقيم. الدائرة متعددة الألوان والتي يستخدمها الفنان تبدو بمثابة تميمة ناظمة لفن الخروج من الإطار التقليدي للوحة، ذلك أن الدائرة أشبه ما تكون بالمربعات السحرية ل«الماتريكس» من حيث تعددية النصوص البصرية التي تحملها، فهي خلفية حيناً، وقيمة لونية مكملة للهارموني تارة أخرى.. منفصلة عن الإطار أحياناً، وقابعة في جوهر البناء تارة أخرى.. تحمل في دواخلها وتضاعيفها عناصر العمل حيناً، ومرة أخرى تفيض بانزياحات خارجية تتدلّى منها عناصر مؤثرة في المشهد. لا يقتصر الفنان حاجب على النصوص القصيرة المترافقة مع الكاريكاتير، بل يلجأ أحياناً إلى النصوص الطويلة، متحرراً من لازمة النص الوامض، إلى المعنى الناطق بالشرح والتوجيه. الفضاء التعبيري عند الفنان ليس وقفاً على الرسم فحسب، بل يدخل الكمبيوتر كأداة للمعالجات البصرية المتجددة. [email protected]