على مدى عام كامل، شغلت السنة الماضية بما يدور في هذا القطر الجميل (لبنان)، اسمع المعلقين والمخبرين والأقارب والأباعد ,وانتهى الأمر بحرب خاطفة ,عادت فيها كل الأطراف إلى وعيها, عبر رسالة موفقة وحميمة قامت بها الشقيقة قطر.. ويبدو أن الكيان الإسرائيلي لايريد الخير للبنان ,عاصمة الحرية في الشرق الأوسط , وكذلك عاصمة الجمال، فيريد هذا الكيان لهذا القطر الجميل، الدمار من جديد , وقد كانت مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نعده جميعاً واحداً من مرجعيات العالمين العربي والإسلامي, حين زار لبنان برفقة الدكتور بشار الأسد، كانت هذه المبادرة نازعة لإشتعال الفتنة من جديد, فنأمل من جلالته أن يواصل دوره المرجعي ليس في لبنان وحسب وإنما في كثير من أقطار العروبة والإسلام, وهي أقطار إما مشتعلة وإما على طريق الاشتعال.. نلحظ أن زيارة الأحمدي نجاد للبنان، وهي زيارة دعائية في المقام الأول أثارت حفيظة أمريكا والغرب وبعض اللبنانيين، نلحظ أن هذه الزيارة قد بدأت تؤتي أكلها من طرفين متقابلين تمام التقابل، ففريق يريد أن يشعل الفتنة قطعاً على أن تتمدد إيران أكثر في هذا الجزء الأكثر حساسية من منطقة الشرق الأوسط, وهذا الطرف يطمع أن يتحقق هذا التمدد عن طريق (المحكمة الدولية) التي شكلها مجلس الأمن للتحقيق في مقتل رفيق الحريري، إذ رأى هذا الفريق أن المحكمة قد بدأ حظها في التراجع في زيارة الملك السعودي والرئيس السوري اللذين رأيا تأجيل المحكمة ريثما يهدأ الوضع والنفوس معاً، مع إصرارهما على معرفة الجاني. أما الفريق الآخر فيرى أن هذه المحكمة هي ذراع إسرائيلية ينبغي قطعها، لأنها سوف تشعل فتنة بين اللبنانيين, بدليل ما حدث إثر طرد محققين يتبعان المحكمة الدولية, اقتحما عيادة نسائية للحصول على ملفات رآها المعارضون للمحكمة أنها انتهاك للحرمات، وقال نصر الله إنها (استباحة) للكرامة اللبنانية، مطالباً بعدم تعاون اللبنانيين مع المحكمة.. يكاد الموقف يشتعل والمطلوب أن يتدخل الملك السعودي والأمير القطري (ومابقي) من عقلاء العرب لنزع الفتيل قبل انفجار قنبلة الفتنة.