تعرّفت على الفنان السوداني محمد خوجلي المنصرف لرسم الكاريكاتير منذ سنوات خلت، واطلعتُ على مجموعة بانورامية من أعماله، ولاحظتُ ميله الفطري للتؤدة والتواضع السوداني الأثير، وهآنذا أجد نفسي مرة أُخرى أمام نتاجه الفني الذي نشره تباعاً في العديد من الصحف السودانية والإماراتية، لأقف على عتبات نصوصه البصرية الرائية، ولأتوقف أمام خصائصها الفنية والدلالية التي تسمح لنا بتوصيفها إجرائياً ضمن إطار فن الكاريكاتير المتصل حتماً بالخطوط المُنسابة، والتعبيرية النابعة من المبالغة الفنية الحميدة، والروح النقدية المواكبة لما يجري على الأرض. في إصداره الجديد نسافر مع الفنان، لنرقب عن كثب متوالية عطائه المغروس في أساس وتضاعيف الكاريكاتير، ولنحاول تميُّز معالم طريقه الخاص، وسنرى ما يلي تباعاً: جُملته البصرية التشكيلية تتسم بقدر واضح من البساطة الموحية، ولا تتجشم عناء “المُحسنات البديعية” التي تكون عادة على حساب الهدف الذي يراه الفنان. يفيض الخوجلي بدواخله بطريقة سهلة، وبصدقية تعبيرية دونها المباشرة الموحية. سلسة من أعماله تعتمد فكرة الثنائيات “قبل وبعد/ انتظار ومفاجأة .. إلخ” في نوع من البحث عن المُفارقة المدعومة بفن«الكونتراست» أو«التضاد» ذلك الفن الذي نجد رجع صداه في كامل القيم الفنية والأدبية. وللحديث صلة..