تتأثر اثيوبيا كغيرها من الدول بالمُتغيرات السياسية الإقليمية المؤثرة بصورة مباشرة عليها، حيث يمكننا رصد التالي: يتّجه الوضع الصومالي لصالح تنظيم الشباب الجهادي المنشق عن المحاكم الإسلامية، وتبعاً لذلك يتم محاصرة حكومة شيخ شريف أحمد شريف التي نالت شرعية إقليمية ودولية.. ومن مفارقات القدر أن تكتوي الحكومة الاثيوبية بنيران استجابتها غير المشروطة للأجندة الأمريكية، حيث كانت سبباً مباشراً لسقوط نظام المحاكم الإسلامية في الصومال إثر تدخلها العسكري، وهاهي الآن تجد نفسها أمام ذات المحاكم، ولكن بنسخة أكثر راديكالية، فيما ترى أن تيار المحاكم الإسلامية الذي نال شرعية سياسية اثيوبية وإقليمية محاصرون في العاصمة مقديشو، وأن شباب المحاكم ممن يسمّون بالشباب الجهادي لا يسيطرون على الجنوب الصومالي فحسب، بل أيضاً على المدن المتاخمة لاثيوبيا، وخاصة مدينة بلدوين التي لطالما سعت اثيوبيا إلى تحييدها ولو بإقامة كيان مستزرع تحت مسمى «دولة هيران». .هذا الوضع يقض مضجع أديس؛ لأنه يفتح الباب لعودة المد القومي الصومالي المُسيّج بالإسلام السياسي في إقليم أوجادين، ولا ينبئ بتفاهمات سياسية يرفضها الجهاديون الأشاوس جُملةً وتفصيلاً. على خط السودان يعتبر انفصال الجنوب المحتمل كارثة حقيقية لأثيويبا متعددة القوميات والأديان، ويفتح نيراناً حامية تتمثّل في الصوماليين والأرومو، وربما العفر، ولهذا السبب تبدو أديس في حيرة من المتغير السياسي السوداني الذي قد يؤثر عليها سلباً. وأخيراً وليس آخر، نرقب الموقف الاريتري المنفتح على دول الجوار العربي، وخاصة اليمن والسودان وجيبوتي، مما ينطوي على محاولة ذكية لسحب البساط من تحالف دول «لقاء صنعاء» ممثلين في اليمن والسودان واثيوبيا، كما أن انحسار النفوذ الاثيوبي في الصومال من جراء ضعف المحاكم الإسلامية بصيغتها المرنة من شأنه أن يرضي أسمرة ويقض مضجع أثيوبيا!!. [email protected]