تحدّثنا خلال الأيام الماضية عن الأسباب العميقة وراء تصريحات رئيس الوزراء الاثيوبي “ميليس زيناوي” ضد النظام المصري، وقلنا إن وراء الأكمة ما وراءها، وإن الموضوع لا يتعلق فقط بظاهر التصريحات التي تتحدث عن مساندة مصر لبعض المتمردين في الداخل الاثيوبي. بل إن الأمر يطال أبعاداً أُخرى تتعلق بالمشكلة المائية المُفتعلة من جهة، وبالمتغير الإقليمي من جهة أُخرى,أيضاً بالإدارة الأمريكية، وعدم قبولها بإيقاع الانتخابات البرلمانية المصرية، ورد الفعل المصري الناعم المتعلق بزورة رد فعلية لوزير الخارجية المصري إلى أنقرة. هذه الشواهد في المتغير السياسي الإقليمي يفسر إلى حد كبير اللهجة الجديدة التي فاجأ بها رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي الجميع.. ويبقى السؤال: لماذا مصر بالذات؟!. ذلك السؤال لا يمكن الإجابة عنه الآن، لكن مما لا جدال فيه أن أصابع اسرائيلية خفية تلعب على خط العمق المائي الأفريكاني العربي، وأقصى ما تتمنّاه اسرائيل هو أن تُحاصر مصر مائياً، كما تحاصر قطاع غزة بسفور إجرامي فاقع الملامح. وعلى مصر أن تتدبر أمرها فيما يتعلق بمواصلة التخلّي الحر عن دورها الكياني الكبير الذي جلب عليها مثل هذا التطاول!!. [email protected]