جاء اسم تريم في النقوش على شكلين: 1 - ترم (بدون ياء) كما جاء في النقش ارياني 32. 2 - تريم (بالياء) كما وردت في نقش (جام 547) ونقش ارياني31 وذلك لأن من خواص اللغة اليمنية القديمة عدم كتابة أحرف المد (الألف– الواو – الياء). أما في المعاجم فجاء اسمها على النحو التالي : تريم بفتح التاء المثناة من فوق وكسر الراء ثم ياء مثناة من تحت, وقال عنها الهمداني في صفة الجزيرة: و تريم مدينة عظيمة”, وقال أيضاً: و تريم و تريس بحضرموت”, وهي غير تريم من ديار تميم من مساكن العرب بين العراق والشام وهي بكسر التاء وسكون الراء- تِرْيم – من بلاد عذرة قديما بشمال ظبا بقرب جبل شار وردت في شعر كثيِّر وغيره منه قوله: إليك تبارى بعدما قلت قد بدت جبال الشِّبا أو نكَّبت هضب تِرْيم والتي بحضرموت بفتح التاء المثناة وكسر الراء كما سبق. إن تريم“ قيل سميت باسم تريم بن السكون بن الأشرس بن كندة ويقال: إن أول من عمرها تريم بن حضرموت بن سبأ الأصغر” أو كما جاء عند ياقوت :«تريم اسم إحدى مدينتي حضرموت اسم للناحية بجملتها, ومدينتاها تريم و شبام, وهما قبيلتان سميت باسمهما البلدتان». وقال آخر:«تريم كأمير مدينة بحضرموت سميت باسم بانيها تريم بن حضرموت», وذهب إلى هذا الرأي أغلب المؤرخين العرب..وتكمن أهمية تريم أن تجارة حضرموت الشهيرة - تجارة اللبان والبخور- لذلك فقد اجتهدت الممالك الجنوبية في اختيار و إنشاء الطرق المناسبة لنقل سلعهم للأسواق الخارجية, يدعمهم في ذالك الاستقرار السياسي و المستوى الحضاري، لأجل هذا كان لابد من خلق طرق للاتصال, والاتجار بين مناطق الجزيرة, والعالم القديم, فتوزعت طرق القوافل التجارية التي اعتمدت ظهور الإبل في تنقلاتها, وأشهر تلك الطرق (طريق البخور), الذي كانت قوافله التجارية تمر بالمناطق الداخلية, ومن ثم تتجه إلى شمال الجزيرة وشرقها, وعلى جانب تلك الطرق قامت بطبيعة الحال مراكز للقوافل, بمثابة محطات لم تلبث أن تطور بعضها فأصبحت حواضر لممالك كبيرة..فقد كان الملاك لأراضي البخور والمتاجرون به يجمعونه من مناطق إنتاجه في ظفار وحضرموت, ويرسلونه إلى ميناء قنا( ميناء حضرموت الرئيسي), عبر طرق ساحلية وداخلية, ثم يتابع طريقه إلى العاصمة شبوه وكان من هذه الطرق : 1/ طريق بري رئيس يمتد من( ظفار) مصدر اللبان إلى وادي حضرموت, ماراً بالمراكز الحضارية – ومنها تريم – الممتدة على طول الوادي تتفرع منه طرق فرعية برية. 2/ طريق بحري يمتد من ظفار إلى ميناء قنا, محاذياً للساحل, ومن ثم أراضي الجول المرتفعة إلى شبوة, وهناك من عاصمة حضرموت وحيث تلتقي مختلف الطرق يبدأ طريق اللبان الفعلي. ومن هنا كانت تريم موجودة في هذه الحقبة, بل إنها لعبت دوراً هاماً في طريق البخور, والتجارة بشكل عام, ونستدل على ذلك بعدة أمور منها: 1/ الموقع الاستراتيجي الهام, الذي تحتله تريم على طريق التجارة. 2/ كانت بمثابة محطة للقوافل, فقد توافرت فيها المياه الصالحة, والأرض الزراعية, التي تلبي احتياجات القوافل. 3/ وقوع مدينة تريم منذ ذلك الزمن حتى اليوم على طريق التجارة, فإلى اليوم تقع بها الطريق الدولية التي تربط اليمن بدول الخليج, عبر طريق (تريم – شحن بالمهرة) وسلطنة عمان وباقي الدول. وللحديث بقية.