يظهر أن مزاج الدول الصناعية الكبرى لم يتقبل المناشدات التي يطلقها العلماء لهذه الدول وللدول التي لحقت بها في التقدم والإنتاج الصناعي الهائل ببذل المحاولات للتقليل من كميات الغازات المسببة بشكل أو بآخر للاحتباس الحراري، والذي أدى إلى حدوث ثقب الأوزون وإلى هذه التغيرات المناخية كذوبان الجليد في القطبين المتجمدين وفي الدول القريبة منهما مثل كندا والنرويج وآيسلندا.. وقد اتفق العلماء البيولوجيون على وجوب العمل فيما بينهم، وحث تلك الدول على تقديم تنازلات لمصلحتهم ومصلحة البشرية في المستقبل وفق برنامج لمدة ثلاثين إلى خمسين سنة حتى يلتئم الثقب الأوزوني ويتوقف الانهيار الجليدي ويقل شيئاً فشيئاً الخطر القادم إذا بقيت سياسات تلك الدول كما هي ورفضت التجاوب في المؤتمرات المناخية وآخرها المؤتمر الذي عقد في المكسيك مؤخراً وفشل إلى حدٍ ما في التوصل إلى إطار ملزم لجميع الدول في اتجاه تحجيم الكوارث مثل العواصف والأمطار الغزيرة وارتفاع درجة الحرارة وارتفاع مياه البحار إلى عدة أمتار والانهيارات والحرائق ونفوق آلاف الأنواع من الحيوانات والتصحر. غير أنه قد حدث تقدم في تفهم تلك الدول للقلق الذي تشعر به شعوب الأرض من اكتساح أمواج البحر للمدن الساحلية وابتلاع الجزر الواقعة في وسطها بما عليها من سكان, إلا أن الولاياتالمتحدة مثلاً ترفض إغلاق مصانعها الكثيرة والكبيرة التي تنبعث منها الغازات القاتلة التي تصعد إلى السماء بصعود أدخنة المصانع والسفن والشاحنات العملاقة والطائرات ومن جراء استخدام الغازات الأخرى كالقنابل العنقودية والفسفورية والانشطارية، وقبل ذلك التجارب النووية التي بدأت في أمريكا في بداية الأربعينيات، وتمت تجربتها ضد اليابان عام 1945م، واستلمت اليابان بعد ضرب مدينتي هيروشيما ونجزاكي لما نتج عنها من دمار هائل ومقتل مئات الألوف من البشر وإحراق الأرض وإصابات مازالت تحدث حتى الآن بسبب الغازات المشعة والتلوث البيئي الذي سيستمر لمئات السنين. فقد أعلن أن الولاياتالمتحدة مستعدة لبحث ما يجب عليها أن تقوم كل من الصين والهند بتقديم تعهدات بأن تعمل على خفض حصتها من الغازات المتنوعة؛ كون هاتين الدولتين أصبحتا من الدول الصناعية من الدرجة الأولى، وقد تجاوزتا عتبة الدول النامية بكثير، وفي حقيقة الأمر تنظر تلك الدول إلى ما تسميه الخسارة الكبيرة إذا هي أغلقت عدداً من مصانعها القائمة واستبدالها بمصانع صديقة للبيئة وقليلة الاعتماد على الوقود التقليدي منذ ما يقرب من مائة عام إن لم يكن أكثر وبالتدريج حتى تحرر البشرية من الخوف الذي يتعاظم ويتجدد كلما وقعت كوارث مثل التسونامي وما يعنيه ذلك للعلماء من زوال محتوم لكل ما على هذا الكوكب من كائنات وفي مقدمتها الإنسان..