على الصعد السياسية والعسكرية والبيئية تلعب أمريكا بالعالم بمهارة أكثر من لعبة كرة القدم وكرة السلة والرجبي، وهي في هذه الأيام تأمر العسكر في مصر بالانتباه على لسان هيلاري كلينتون وبأن يعلنوا نتائج الانتخابات الرئاسية وسنرى ما الذي سيحدث بين العسكر والإخوان المسلمين في مصر والمتظاهرين في محافظات وميادين مصر, المؤيدين والمعارضين للمرشحين مرسي وشفيق. وفي الجانب البيئي دحرت أمريكا أكثر من مائة وستين دولة اجتمعت في البرازيل لمناقشة التدهور المناخي والخطر البيئي الذي يهدد كوكب الأرض بالزوال بعد بضعة عقود من الآن.. بعد عشرين سنة من إفشالها لمؤتمر ريودي جاينز الذي عقد عقب سنوات قليلة من مؤتمر كيو في اليابان الذي انعقد لنفس الغرض, أي الحد من الانبعاثات السوداء التي أحدثت فجوة في طبقة الأوزون الحامي للأرض من الكوارث التي وقعت فعلاً حسب توقعات العلماء مثل ذوبان الجبال الجليدية في المحيط المتجمد الشمالي والمحيط المتجمد الجنوبي. ورفضت أمريكا التحذيرات الدولية من ارتفاع نسبة مياه البحار واختفاء قطبي الجليد الشمالي والجنوبي مع مرور الأيام, معناه اختفاء مدن ساحلية وقرى قريبة منها تحت المياه التي تصل إلى مسافة خمسين إلى مائة وخمسين كيلومتراً في الداخل وتقضي على ساحات زراعية واسعة وعلى ثروات حيوانية هائلة وتجبر من بقي من سكانها على الصعود إلى الأماكن المرتفعة. وكان الغاضبون من أمريكا وحلفائها في الدول الصناعية يتابعون مداولات آخر مؤتمر يناقش مخاطر التلوث البيئي الكيماوي يحتشدون خارج مبنى المؤتمر ثائرين من البيان الذي صدر عن موقف ومصلحة أمريكا دون أي إشارة إلى أي خطوات مسئولة وعملية لمنع التقدم الكارثي نحو الأرض بشرها وشجرها وهواءها وحيواناتها وبهذه السرعة القصوى. ولم يغب عنهم أن أمريكا تملك الشركات والمصانع الكيماوية التي تنبعث منها الغازات المميتة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها وضربوا مثلاً على كارثة بوبال الهندية التي أحدثها انفجار مصنع الكيماويات والمبيدات قبل عدد من السنين وأسفر عن مقتل الآلاف من العمال والسكان المجاورين وأصيب عشرات الآلاف بحروق وجروح وسرطانات وموت التربة الزراعية ونددوا بنسيان تلك الكارثة وتجاهلها بالتواطؤ من السلطات المحلية والدولية التي لا يهمها حياة البشر على مذبح التطور الصناعي وزيادة عدد الأثرياء إلى رقم قياسي بمن فيهم أثرياء العرب وأغنياء العرب وأغنياء الدول الفقيرة في القارات الأربع على وجه الخصوص.