تظاهر الآلاف من المكسيكيين أمام مقر مؤتمر المناخ في إحدى مدن تلك الدولة، والذي يحضره ممثلون عن حوالي مائتي دولة، أي مجموع دول العالم الممثلة بالأمم المتحدة، وترفرف أعلامها أمام مبناها الجميل في نيويورك.. وقد حمل المتظاهرون العبوات البلاستيكية الفارغة التي تعبأ بالمياه والزيوت وسوائل التنظيف والمبيدات الحشرية وكل المصنوعات التي لا تحصى من كبيرها إلى صغيرها التي تعبأ فيها أنواع الأدوية السائلة والحبوب والبودرات، حملوا هذه العبوات فوق صدورهم وأكتافهم وعلقوها في أيديهم إشارة إلى أنها كلها وما يدخل في صناعتها ولأي غرض السبب الحقيقي في تغير المناخ وتدهور البيئة ونفوق آلاف الأنواع من سلالات الحيوانات البرية والبحرية والأشجار. وهذا المؤتمر ينظر إليه على أنه من أهم المؤتمرات والفعاليات التي تعنى بالمناخ والاحتباس الحراري وما نجم عنها من انهيار جبال الجليد في المحيطين المتجمدين الشمالي والجنوبي, وما تشهده دول أوروبية عديدة هذه الأيام من بلوغ درجة البرودة إلى ثلاثين درجة تحت الصفر، وأسفرت تراكمات الثلوج في المدن الأوروبية عن توقف حركة السير، وهطول أمطار غزيرة مصاحبة، وارتفاع منسوب الأنهار، ومات من مات، وتشرد من تشرد من منازلهم التي غمرتها المياه، وتأخرت عنهم الإسعافات والإنقاذ.. ومن المهم في المؤتمر هذا أن أهم الدول الصناعية المتهمة بالتسبب في حدوث ثقب الأوزون نتيجة غازات ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مصانعها هي الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان والبرازيل وكندا وبريطانيا وفرنسا، وقد حظرته وبدأت تتفهم القلق العالمي من خطر الدمار الشامل للبشرية وكل الحيوانات والنباتات والطيور بعد أقل من خمسين سنة يسبقها الجفاف والفيضانات وانحسار المساحة الزراعية وانخفاض إنتاج الحبوب وعلى رأسها القمح وشحة مياه الشرب وتزايد الأمراض وعدد السكان والفقر والجوع، وبالتالي الجرائم التي يلجأ إليها العاطلون والجوعى والمظلومون في غياب العدالة ونفوذ أعداد قليلة من الناس بالمال والجاه والرشوة. وتركز هؤلاء على ما ستقوله تلك الدول وتلتزم به من القرارات التي سيتوصل إليها المؤتمر لتفادي التفاقم في البيئة والانحباس الحراري والبدء في عمل جاد وشامل لإصلاحه على مستوى الحكومات والشعوب والمنظمات المعنية الحكومية والمدنية، وصولاً إلى المستوى الذي تأمن البشرية من أن كوكب الأرض لن يختفي، ويثبتوا بالتالي أنهم قادرون على تغيير السلوكيات الخاطئة والمتعالية والأنانية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من خوف لا يصاحبه شعور بالوعي وتعاون لا يستثني منه أحداً ولا دولة بذاتها. وإنه لمن المهم أيضاً أن يكون لنا كيمنيين وعرب دور فاعل ومتواصل في الحفاظ على البيئة والعمل من أجل إعادة الاعتبار لهذا الإنسان الذي كان له سبق في الحضارة والديمقراطية والعمل في الزراعة والإنشاءات النافعة منذ فجر التاريخ.