انطلقت قمة المناخ العالمية في المكسيك يوم 29 نوفمبر بمشاركة “190” دولة.. ومثل هذا التجمع الدولي لمناقشة المشكلة المناخية.. وبالذات “الاحتباس الحراري” وارتفاع حرارة الأرض يعكس مدى الاهتمام الدولي بالمشكلة.. خاصة وأن التغيرات المناخية قد بدأت تنعكس على الأرض سلباً وبالذات على مصادر الحياة البشرية “الزراعية، والحيوانية” كأهم مصادر الغذاء والدخل البشري.. فمازالت نسبة كبيرة من سكان العالم تعمل في الإنتاج الزراعي وتربية الحيوان، وتعد الزراعة والحيوان مصدر دخلهم، وعليه فإن دخلهم قد تأثر كثيراً أو سلباً نتيجة للتغيرات المناخية سواء كان على مستوى الدول، أو على مستوى الشركات، أو على مستوى الأفراد.. وذلك يظهر بجلاء في البلدان الزراعية حيث اتسعت مساحة الفقر والجوع، والبطالة. من نتائج الانحباس الحراري أيضاً الذوبان الظاهر والملحوظ في المناطق القطبية الشمالية، والجنوبية.. وتغير البيئة الحياتية والمعيشية للسكان وذلك مايظهر من شكوى المناطق القطبية الشمالية الذين يقولون إن حياتهم ومعيشتهم واقتصيادياتهم على البيئة الجليدية.. لكن تغير هذه البيئية واختفاءها يعني موتهم.. لأن البيئة الجديدة غير مؤهلين لها ولا يملكون خبرة لاستثمارها.. ولذا فحياتهم مهددة بالخطر والموت البطيء. ذوبان الجليد يعني ازدياد مياه المحيطات والبحار، وبالتالي سوف ترتفع مياهها.. مما يؤدي إلى غمر وغرق المدن الساحلية في كثير من بلدان العالم، وتقلص مساحة القارات، واتساع مساحة الماء على حساب أمن واستقرار الإنسان حياتياً، ومعيشياً، واقتصادياً. المشكلة أن الدول المسئولة عن التغيرات المناخية هي الدول الصناعية حتى وإن حضرت المؤتمرات فإنها أكثر من يعارض وضع سياسات تسهم في معالجة المناخ وإن وافقت على ذلك فإنها لا تلزم بالتنفيذ.. أما بقية العالم فلا ذنب له، ومع ذلك فإن موافقته على سياسات مناخية معينة فإمكاناته لا تسمح بإتباع سياسات علاجية.. وعليه فإن المؤتمرات المناخية تخرج دائماً بخفي حنين نتيجة لعدم التزام الدول الصناعية، ممثلة بحكوماتها بالذات الولاياتالمتحدة.. وهي حكومات تخدم الرأسماليات.. ولا يمكنها الإضرار بها.. ولو تضررت الأرض.