أظن أن الرئيس الامريكي بوش كان سيواصل الرفض المطلق لأي حديث عن واجب الولاياتالمتحدة في الانضمام إلى معظم الدول الصناعية الكبرى والتي تليها، والتي وافقت في عدة مؤتمرات دولية على العمل من أجل تخفيض نسبة انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون من مصانعها إذ دأب ذلك الرئيس على التسلط في قراراته التي اوصلت بلاده والعالم إلى خانة هاوية العشرينيات من القرن الماضي اقتصادياً وعسكرياً مدعوماً بشلة من المشابهين له في التطرف وحب السيطرة على العالم. أما الرئيس الحالي اوباما فقد بعث الأمل بمعالجة الاحتباس الحراري والتغير المناخي بأن تكلم بوضوح في الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة عن ضرورة مشاركة بلاده التي تعتبر الأولى في تلويث المناخ والمسبب الرئيسي لحدوث فجوة طبقة الأوزون التي تحمي الارض من الكوارث المناخية وكرر ذلك لدى ترؤسه لجلسة مجلس الأمن التي ترأسها بلاده لمدة شهر ، وتلقّى العالم كله ذلك بارتياح على امل أن تبدأ العمل في تقليص الانبعاثات الكربونية خلال أيام.. والعلماء الامريكيون وغيرهم حددوا مدة لاتقل عن عشرين عاماً لإعادة المناخ وتضييق فجوة الاوزون وتوقيف ذوبان الجبال الجليدية في القطب الشمالي والجنوبي تدريجياً إنقاذاً للجزر والمدن الساحلية المرشحة للاختفاء بعد بضع سنوات بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات الناجم عن اختفاء الجليد وانكشاف ماتحته من جبال وأراضٍ كان يغطيها منذ ملايين السنين وانقراض اسماك وأحياء برية عاشت في تلك الاجواء للمدة نفسها سواء منها ماكان في أعماق المياه الجليدية أو فوقها خاصة الدببة القطبية البيضاء الشهيرة.. للحقيقة فقد أظهر العلماء الامريكيون البارزون تذمراً من تخلف بلادهم إبان عهد الرئيس السابق بوش عن الاجماع العالمي الذي هاله مايحدث بين حين وآخر من تقلبات مدمرة مثل الاعاصير وأشهرها إعصار شرق آسيا الذي عرف بتسونامي وإعصار ولاية ميرلاند الامريكية قبل ثلاث سنوات بالتزامن المتقارب وتلك الخسائر الهائلة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية ، لكن ذلك الرئيس وكما اصر على شن الحرب على العراق ودعم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني اصر على تجاهل تحذيرات علمائه من خطورة عدم قيام الولاياتالمتحدة بدورها الرئيسي في معالجة التغير المناخي والاحتباس الحراري حتى وصلنا اليوم إلى وضع بات يبسط آثاره على سكان الأرض وفي مقدمتهم الفقراء. والسؤال الآن: هل سيتمكن الرئيس اوباما من تنفيذ تعهده أمام رؤساء دول العالم بالعمل سوياً معهم في الحد أولاً من تصاعد الغازات التي دمرت المناخ والبيئة وتسببت في حدوث الكوارث من امطار غزيرة وفيضانات جارفة وانهيارات ورياح تعصف بالبيوت كالأوراق اليابسة ، أم أن اللوبي البوشي المعروف بتحالفه مع اللوبي اليهودي الرأسمالي سيفوز عليه ويجبره على التراجع كما اجبره على الخضوع له فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والسلاح في الشرق الأوسط وإغلاق معتقل جوانتانامو وإغلاق ملفات التحقيق مع «السي اي ايه» فيما يخص تعذيب العراقيين والافغان في العراق وكابول وباجرام وفي دول اوروبية وعربية وإسلامية..؟!.