هل يعتقد الحكام العرب والمسلمون أن ما يجري في وطن العروبة والإسلام بريئة منه العصابات الصهيونية؟! أو بطريقة أخرى هل العصابات الصهيونية بريئة مما يجري في بلاد العرب والمسلمين؟! إذا كان العرب والمسلمون يرون أن الصهيونية بريئة مما يجري في بلاد العرب والمسلمين من فتن طائفية، و عرقية، ومذهبية، ومناطقية.. فسوف نقول إنهم سذج، أو أغبياء.. وبالتالي فإنهم غير مؤهلين كي يستمروا في الحكم. أما إذا كانوا يعلمون أن الصهاينة وراء كل ما يجري، وهم من بذره، وغذّاه وكبرّه، وموّله، وأهّل قياداته الفكرية، والسياسية، والعسكرية.. وسلّحهم ليقوموا بتخريب وتدمير النظام العربي والإسلامي من الداخل دون تفريق بين الأنظمة القطرية الموالية، والمهادنة، والمعتدلة كما يسميها الصهاينة، وبين الأنظمة القطرية المقاومة والممانعة.. ويسميها الصهاينة بالمتطرفة.. ليضرب النظامين القطريين ببعضهما.. وذلك كسياسة بضرب الأنظمة القطرية من داخلها وضربها ببعضها البعض عربياً.. وضرب المسلمين بالعرب .. والهدف في الأخير هو وضع البلاد العربية الإسلامية تحت هيمنتها وسيطرتها وتلحقها بالصهاينة. وقبل أي تساؤل .. أقول: إن اليد الصهيونية لا تقوم بذلك مباشرة، ولكن من خلال دول، ومؤسسات لهذه الدول، وسفارات تتبع النظام الصهيوني العالمي تحت مسميات عديدة لا تمت بصلة إلى التسمية الصهيونية.. لكن المؤشرات والوقائع واضحة، وبينة، ولا تحتاج إلى جهد كي تكتشف.. ويكفي ما يجري في لبنان، وما يجري في العراق، وما يجري في الصومال، وما يجري في السودان دارفور وجنوب السودان، وذلك يستهدف السودان ومصر .. حيث يسعى الصهاينة إلى خنق مصر من دول منابع وروافد النيل.. جنباً إلى جنب مع الفتنة الطائفية.. أيضاً السعي إلى إثارة الفتنة السنية الشيعية في البلاد العربية والإسلامية والمسيحيين مع المسلمين والأقليات القومية بالعرب، والمغرب بالبوليساريو.. وعرب المغرب بتقسيمهم لعرب وبربر .. هذا لا يعني أن النظام العربي الإسلامي بريء من تهيئة الظروف المناسبة لتدخل الصهاينة وسهلوا للصهاينة إنفاذ سياستهم.