لم يكن (فؤاد عبدالواحد)، ليلة الأحد مجرد متسابق ضمن 15 موهوباً في مجال الفن، بل نجم خارق، وبطل أعاد إلينا مشهد ليلة الأحد 5 ديسمبر، حين أسدلت بطولة خليجي20 ستارها في عدن، مع فارق أن اليمن – من أقصاه إلى أقصاه – نام مبتسماً بعد أن جعلهم (الفؤاد) يعيشون لحظات هيستيرية مع فرح مسروق. فعلها (مجرم الغناء) إذاً، فتك بمنافسيه، وتوّج نفسه نجماً لا يضاهى للخليج أجمع. توّج نفسه، منذ البدايات، بطلاً بحضوره الآسر والعفوي ،بموهبته وصوته الخارق، بثقته الكبيرة بنفسه، واعتزازه بالتراث اليمني الفيَّاض، الذي خطفته دول مجاورة واعتبرته من صنيعتها. استحق فؤاد اللقب بجدارة، لأنه شاب موهوب : يجيد التخاطب مع لجنة تحكيم، تحولت في الأخير إلى عائلته التي تريد حفظه من (العين)، والحسد.. ذكي : يتقن مغازلة جمهور أوسع، بالوقوف إلى صفه بكل الإمكانات، ويجعل منهم نبضاً واحداً، وفؤاداً واحداً.. لأنه كذلك، حوّل فؤاد المسابقة إلى (تظاهرة).. عاش اليمنيون مع (مهرجان فني) غير مسبوق. كان (نجم الخليج) حديث الجميع .. تحوّل الفيس بوك - الموقع الذي نرى فيه كل زملائنا بعد التاسعة مساء (مبلمين) ولا يخاطبون أحداً بعد جلسات القات - إلى ما يشبه غرفة عمليات يتابعون تألق فؤاد، يكتبون عن مراوغاته الفنية، ويلتفون كفريق واحد من أجل التصفيق لنجم يصنع لهم الفرح، هناك في بيروت. قال لي الزميل فتحي أبو النصر في حديث فيسبوكي: (إنه فنان جميل ولاجدال، يكشف عن جيل جديد يقاوم (مفرمة) النسيان، فيما يحاول تجديد روحه بوعي ودأب وتألق واعتداد بالذات، يستحق الاحترام لا شك). نكأ فتحي فرحتي التي أردت فيها تناسي خبر (وفد المثقفين) الذي توجه إلى بيروت ظهر الأحد برئاسة معاذ الشهابي – مدير مكتب وزير الثقافة - لمساندة فؤاد، وتأكيد دعم الوزارة للمبدعين، والذي قرأته عصراً وقلت : كان من المفترض ألا يتذكرونه الآن، لأنهم يحرجون أنفسهم فقط.. وجّه فؤاد (صفعة) للجهات الرسمية بفوزه الذي صنعه بنفسه، دون التفاتة سابقة، حين كان يصارع الظروف في المراحل الأولى، ويرسل القبل والتحايا لكل الجمهور العربي كي يكسب حبهم ومؤازرتهم المفقودة من جمهور وجانب رسمي يمني.. ويبدو أنه نجح، فلابتسامة هذا الشاب مفعول السحر، التي تجعل الجميع من مختلف الأقطار يتعاطف معه، ويصوّت له من القلب.. الآن، ستحتفي وزارة الثقافة بفؤاد، ستعلن أن تفوقه هو نتاج منطقي للاهتمام المتواصل بالموهوبين والمبدعين أمثاله، وستنظم حفل استقبال - بلا شك - هو أحق به. كغالبية الموهوبين، عانى فؤاد كثيراً طيلة بحثه عن اللقب الفريد، تجاهل تام من مختلف الشرائح، على الرغم من صحيان بعض الجهات والمنظمة في الأسبوعين الأخيرين لتنادي بالتصويت ل(يمني في نجم الخليج) فيما اتخذت شركات الهاتف النقال من الحدث مناسبة لحصد أكبر كم من الأرباح، دون أن تتعاطف، وتقوم بتخفيض التعرفة، أو إلغائها في اليوم الأخير على الأقل. ستتقدم هذه الجهات موكب استقبال فؤاد، وستواصل مشوار النفاق والتدليس، بأنها كانت السند الأكبر في مشواره وستطالب أيضاً بعبارات امتنان !! عبارات الشكر، يجب أن يوجهها فؤاد لكافة شباب اليمن الذين ساندوه في معركته دون كلل، ورأوا فيه انتصاراً للذات المهزومة بداخلهم. للذين قادوا (ثورة التصويت) في الأسبوعين الأخيرين، وشاهدوا أن حلم فؤاد يمكن أن يتبخر أمام منافسه السعودي (إسماعيل) - بعد أن فتحت إحدى شركات المملكة (تصويت مجاني) لممثلها- فساندوه حتى سجد.. لكل طالبات وطلاب الجامعات والمدارس الذين فضلوا الرقم (15) على مستلزماتهم واحتياجاتهم الأساسية، فوهبوه ما يملكون رغم ظروفهم الحرجة، للرجال والنساء الذين تسمروا أمام شاشات التلفاز، يدعون له بالتوفيق كواحد من أبنائهم. الشكر الأكبر ، لابد أن يتم من الشعب ل(فؤاد) .. لروحه المثابرة، لعزيمته التي قاتلت بجهد ذاتي وراء حلم. ملايين القبل ، ل(بتاع الغمازات) كما تسميه الفنانة انغام الذي غمز، وغمر قلوب اليمنيين ببهجة قشعت أحزان بطولة خليجي 20، وجعل نجم الخليج .. «يمني». للشاب الجميل الذي حقق حلم (الحالمة) وجعلها ترقص فرحاً حتى تباشير الفجر . للفنان الواعد، الذي أكد علو كعب الفن اليمني، وأعاد الاعتبار لتاريخه المنهوب. الشكر ل(فؤاد اليمن)..