لقد أبدى الكثيرون حالة من الاستغراب للإثارة الإعلامية التي اثارتها وسائل إعلام اللقاء المشترك حول مشروع التعديلات الدستورية المقدمة إلى مجلس النواب ,وكان يظن البعض أن خلف تلك الزوبعة بياناً ناقداً يلتزم الموضوعية ويناقش المشروع بعلمية موضوعية يظهر فيها الجيد وينقد الأقل جودة ويطرح البدائل المناسبة أمام المجلس التشريعي ,غير أن الذي تبين أن تلك الوسائل الإعلامية التي لاتحترف المهنية ولاتدرك واجباتها تجاه الوطن بقدرما تعبر عن وقوعها في التأثير المادي الرخيص الذي يرغمها على خنق الحقيقة وتزييف الواقع وتضليل البسطاء من الناس ,والتشويش على الوعي المعرفي لم تكن مجرد أداة للمنتفعين فحسب وإنما تجهل المعرفة ولاتدرك من الأمر أكثر من ذلك.. إن الأكثر غرابة أن نجد هذه الوسائل تتحدث عن موضوع التعديلات الدستورية في مشروعها المقدم لمجلس النواب وكأنها ألغت التعددية الحزبية ,وكأن أكثر من واحد وعشرين حزباً وتنظيماً سياسياً لاوجود لهم ,ولم يدرك أولئك في انتقادهم لمادة واحدة فقط أنهم قد أفصحوا عن فشلهم الذريع في كسب ثقة الناخبين ,وأنهم بهذا النقد السخيف إنما يستهدفون شخص رئيس الجمهورية فقط الذي جنّد حياته لخدمة الشعب وانطلق من الإرادة الجماهيرية وكان ومازال وسيظل يخطب ود الجماهير ويسعى لتحقيق إرادتها الكلية , وهنا تتضح حقيقة أحزاب اللقاء المشترك أنهم لايريدون من يعمل من أجل الصالح العام وإنما يريدون عنصراً فاشلاً يخضع لإرادتهم ويجعلونه ألعوبة بأيديهم.. إن على وسائل الإعلام التي تدعي الاحتراف والمهنية من الإعلام الخارجي ,أن تكون موضوعية وأن تتثبت من دقة الاخبار التي تبثها وأن لاتنحاز إلا للحقيقة وحدها ,فالخبر الذي بثته قناة الجزيرة حول تعديل مدة رئاسة الجمهورية بخمس سنوات لم يدرك القائمون على الجزيرة أن اليمن بلد التعددية الحزبية والسياسية التي أقرها الدستور ,وأن الانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية تنافسية بين مرشحي الأحزاب والتنظيمات السياسية والمستقلين ,أوكأن هؤلاء يجهلون المعرفة الدستورية والقانونية أو يتعمدون الاساءة إلى اليمن ,ولذلك نقول: عيب على المهنية مسخ الحقيقة ومحاولة طمس معالمها ,ونأمل الالتزام بالموضوعية بإذن الله.