البعض من القوى السياسية لاتفلح إلا في ممارسة الكيد السياسي والزيف الإعلامي فقط ولكنها فشلت فشلا ذريعاً في أن تقدم الحقيقة أو تؤمن بها مطلقا وكل ما نلمسه من الأقوال والأفعال على أرض الواقع لا يعبر عن رشد سياسي أو عقلانية إعلامية بقدر ما يعبر عن حالة عدم الاتزان والثقة بالنفس وقد لمست ذلك في كثير من الحوارات والندوات فلم أجد غير المنطق الأعوج الذي لايخدم التعددية الحزبية والأمن بالممارسة الديمقراطية ولا يؤهل هذه القوى السياسية للحصول على ثقة الجماهير. إن القوى السياسية التي تظل تستخدم مصطلحات الاهتراء والفشل والنكبات وإنكار الإنجازات وعدم الاعتراف بالواقع لايمكن أن تكون قادرة على إعادة بناء جسور الثقة مع الشعب لأن خطابها السياسي الإعلامي والديني الذي تنشره دوماً ويحمّل الآخرين المسئولية في كل شيء قد وصل إلى كافة فئات الشعب .. وأدرك الكل أن هذا الخطاب كيدي يسفّه الشعب ويحتقر قدرات الناخبين ويحط من قدرة الشعب على الوعي المعرفي الذي يمكنه من التمييز بين الغث والسمين، ويتّهم المواطن بأنه مازال قاصراً عن كل ذلك وأن الإدراك والفهم والوعي لايتوفر إلا لدى القائمين على الأحزاب والتنظيمات السياسية وخصوصاً الصف الأول والثاني في قيادات أحزاب اللقاء المشترك أما كل فئات الشعب فإنهم جهلة وبحاجة إلى الوصاية. هذه النظرة التي بانت واضحة لدى تلك القوى من أخطر المؤثرات على شرائح المجتمع وتمسّ العقول المستنيرة منها مساً مباشراً، الأمر الذي يحدث ردود فعل تتسم بالرفض المطلق لهذا القوى والمضي باتجاه عدم منحها الثقة لأنها نفعية تؤمن بالمادة وتنقلب على الشعارات والمبادئ التي قدّمتها للشعب. إن إعادة بناء جسور الثقة ينبغي أن تعتمد على الاعتراف بالآخر وإنجازاته وإعطائه حقه الكامل من التقدير والوفاء ثم الاعتراف بالأخطاء السياسية الجسيمة التي ارتكبها تلك القوى السياسية ضد الشعب التي تجلت بوضوح في عدم الوقوف في أحداث صعدة وحركة التمييز العنصري التي أرادت العودة بالبلاد إلى عهود الكهنوت والجهل وأحداث التخريب والتدمير والتصفيات الجسدية التي حدثت في بعض المحافظات الجنوبية التي استهدفت الوحدة الوطنية .. والإرهاب ومساندتها لكل ذلك والترويج للتدخل الخارجي في شؤون اليمن, فهل ستدرك كل ذلك هذه القوى لتعود إلى جادة الصواب نأمل ذلك بإذن الله.