نصوص الشاعر حداد بن حسن الكاف تكشف المثابة الكبيرة لعلاقة حداد ومجايليه بالمعاني الكبيرة واللطائف الرائقة، والمكان الذي يتماهى مع الحال والمقال، مستشرفاً اللوامح والبوارق .. يقول الشيخ ابن عربي: أُراقب أفلاكاً وأخدم بيعةً وأحرس روضاً بالربيع منمنما فحيناً أُسمى راعي غزلان بالفلا وطوراً أُسمى راهباً ومُنجّما تلك كانت مثابة الفنان الكبير والشاعر المطبوع حداد بن حسن الكاف، وكانت علاقته الروحية مع المكان والمكان مُشرعنةً بقوة التحول . يبقى القول إن النصوص الشعرية الحدادية التي تساوقت مع موسيقاه تكشف لنا تلك الجملة الموسيقية الفائضة عن حدود السماع والاستماع، لتعانق قابليات كبيرة في الانتقال بها إلى مستويات متقدمة من التوزيع الموسيقي السيمفوني، مما يستحق وقفة ودراسة متأنية. فالجملة الموسيقية للحداد لا تقف عند تخوم التعبير المتواشج مع النص فقط، بل إنها تحمل انزياحاتها الخاصة نحو فضاءات للدوْزنة الواسعة التي يتردد رجع صداها في عوالم الأنا المُستمعة المُستوعبة . عهدي بالفنان الكاف أنه مشمول بإقامته الخاصة في التروْحُن الشعوري، والتبختر الموسيقي، والعشق الجارف لوديان القيم، ومساحات الارتقاء. إنه ابن الوادي الذي يكفيه ذُخراً الصروح الشامخة ، والمكتبات العامرة ، والنفوس الزكية. [email protected]