كان الظن أن الختان محصور في أفريقيا، ولكن قفزت المعلومات الجديدة لتقول أن الختان في كردستان جدا منتشر، ولا نعرف أين نكتشف غدا من مناطق مجهولة، مما حرك الهيئات الإنسانية في منطقة كردستان لإعلان الحرب عليها كما في إعلان حرب الله على الربا، فقد أظهر مسح اجري مطلع عام 2010 م وقامت به وزارة حقوق الإنسان في كردستان، ان حوالي 40 في المائة من الفتيات والنساء في منطقة جمجمال الواقعة بين مدينتي كركوك والسليمانية تعرضن للختان، وكانت دراسة أجرتها جمعية وادي (أهلية ألمانية- عراقية مشتركة)، تناولت منطقة أوسع ممتدة من مدينة إربيل إلى مدينتي السليمانية وكركوك، أظهرت أن نسبة الإناث اللواتي تعرضن للختان تصل إلى 70 في المائة ؟! وأرسل لي أخ فاضل يروي محنته الخاصة فقال: (أنا من الذين تزوجوا من زوجة ختنت ختانا فرعونيا باسم العفة و الطهارة و لا زالت إلى يومنا هذا تتألم من تلك العملية فيا ليت قومنا يوقفون هذا الأفعال باسم الدين). وفي خصوص هذا الختان الإجرامي للبنات فقد عقد مؤتمر في القاهرة في نوفمبر 2006م، بتنظيم وتمويل رجل من أرض الجرمان، لتخليص البنات من هذه العادة القبيحة، ولم يمر المؤتمر بدون مشاكل فقد صرخ أحد الحاضرين أن هذه ضد ما اعتاده المجتمع منذ أيام الفرعون بيبي الثاني. وقال ثان إنها مؤامرة ألمانية غذيت ومولت بيد الكفار!! وزعق ثالث إنها تخريب وتدمير لأخلاق المرأة وعذريتها، ونسي أن الختان هو عين التشويه والتدمير، وفي القرآن أن أعظم علة تواجه عقل الإنسان، هي إتباع الآباء والتقليد، بدون علم ولا هدي و لا كتاب منير, في هذا المؤتمر اجتمعت للنقاش وعلى مدى يومين شخصيات إسلامية معتبرة، لمناقشة هذه الفضيحة التاريخية، والتي تدشن أحيانا باسم الله؟ والله لاعلاقة له بذلك، كما كان المشركون قديماً يقولون لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا، ولا حرمنا من شيء؟ فيتطوعون بحماس أن يكذبوا ثلاث مرات: على الله، وعلى أنفسهم، وعلى آبائهم، كما روى لي طبيب عن شيخ له أن المرأة في عصرنا هذا ليست فقط ناقصة عقل ودين، بل لاعقل لها ولا دين؟ فلم يكن جوابي عليه سوى أنه يفتري على الله الكذب؟ فغضب وانتفض وبدأ في هجوم شخصي علي مع رفع الصوت، ظنا منه أن ثخانة الحبال الصوتية تزيد الحجة عمقاً؟؟ وهو الحاصل في موضوع ختان المرأة الإجرامي، الذي يشوه جسد الأنثى، ويحرمها المتعة الجنسية، ويقودها إلى مضاعفات طبية تتدرج من التشويه والسلخ، مرورا بتسمم الدم، والتهاب الطريق البولية، وانتهاء بالموت نزفا أو التهابا. ألا ساء ما يحكمون. ومن نظم المؤتمر لم يكن مسلما ولا أزهريا، وهو ما أثار حنق الشيخ القرضاوي؛ كيف يقوم ألماني بهذه المهمة، وهو ليس أزهريا معمماً، ولا خطيب جمعة مثله، وفات الشيخ الجليل، أن فاعلي الخير في العالم أكثر مما يتصور، وأن شمس الله تشرق على الأخيار والأشرار كما جاء في الإنجيل، وأننا حينما ننام ونقصر، فإن في مقدور العالم أن يفرز أناسا ليسوا مثلنا نائمين ومخدرين ومقصرين، وأن من ينام عن سنن الله؛ فأن سنن الله لاتنام. كل هذا وأكثر فات القرضاوي، والمهم أن يقوم مؤتمر يجب أن ينعقد منذ ألف عام بقدر نومة كهف العالم الإسلامي، حتى ساق الله هذا الرجل المتوقد الذي يبذل ماله لصيانة المرأة الأفريقية المستباحة. كان السيد الألماني (روديجر نيهبيرج Ruedeger Nehberg) هو من دافع عن المرأة، وزوجته (أنيتيه فيبر Annette Weber) لإنقاذها من مخالب عملية جراحية إجرامية، تدشن باسم التقليد والعادات والدين والشيطان. بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان. ويقول الألماني روديجر نيهبيرج أنه نجح في استصدار فتوى من الأزهر ومفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة، وأنه سيطبع كتابه الجديد في أربع ملايين نسخة يوزعها في الخافقين، لقناعته أن كل نسخة قد تدفع في إقناع فحول الرجال أن يكفوا عن ممارسة هذه اللعبة الجهنمية على بناتهم. ويقول التقرير الذي نشرته (أميرة العال) في مجلة در شبيجل الألمانية 49\2006م أن عدد المشوهات من النساء يبلغ 140 مليونا، يضاف إلى البائسات منهن كل عام مليونين، وتختن كل يوم 6000 بنت عذراء بمشارط وشفرات وأمواس وخناجر. ونضيف لهذه الأرقام الكرديات البئيسات من كردستان!! جاء في الحديث الصحيح أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم؟ ونحن نعرف في الطب أن ختان الرجل بركة وراحة ومتعة وخلاصا من أمراض شتى، بما فيها الإيدز، كما جاء من إحصائيات درست في أفريقيا على رجال مختونين وغير مختونين، ولكن ختان المرأة هو اللعنة وهو يمحق البركة ويطفئ المتعة ويذهب بالجسم تشوهات شتى.