بهذه اللازمة الشهيرة انهى الشاعر ايتالوليفانتينو مجموعته الشعرية ليُعيد تذكيرنا بتوطئته الضافية التي تحيلنا مباشرة إلى بغداد التاريخية.. مدينة هارون الرشيد التي شهدت وقائع الف ليلة، عندما كانت بغداد عاصمة العالم، وبلغت مجد امبراطورية لا تغرب عنها الشمس. ورد في التدوين أن هارون الرشيد شاهد سحابة مثقلة بالمياه فقال مخاطباً لها: امطري أنّى شئت وسيأتيني خراجك . بغداد الرشيد أصبحت مغروسة في عمق الذاكرة الانسانية، وتمازجت فيها الحقائق مع الخيال .. شأن المدن الكبرى التي تنبري لاحتضان انساق الثقافات الانسانيةونماذج الوجود الاجتماعي بتنوعه،ولتفيض بتداعيات تتناسب مع الحال، وتتنامى بقدر التعايش المحفوف بالثراء والنعمة . بغداد الاولى تحوّلت اليوم إلى رباعية من «رمل ونخيل وتمر واسمنت ملتهب». هكذا يصفها الشاعر ليضعنا مُباشرة في قلب المعادلة التراجيدية الانسانية،وبلغة صافية انسابت مع ترجمة الفنان طلال المعلا الذي جمع أطراف الكلام ببعضه بعضاً ليُشعرنا الشعر، ولنستعيد معه وهج المشترك الأعلى في الخوارزميات الصوتية في اللغات، سواء كانت مما ينطق به الانسان، أو بقية الكائنات الصائتة، وحتى الأصوات المؤلفة من قبل البشر كالموسيقى. غير أن هذه اللوغاريتمات الصوتية تكتسي مكانة خاصة في ثنائية اللغتين العربية والايطالية، والشاهد أن الايطالية لغة مُموْسقة بظاهرها التام، حيث تتناوب الحركة مع السكون تناوباً جبرياً،وهذه المثابة نجدها في الشعر العربي المحكوم بذات الدلالة الصوتية التي تستحيل إلى تناوب جبري بين الحركة والسكون مما اثبته بجدارة عبقرية الخليل ابن احمد الفراهيدي صاحب بحور الشعر العربي. [email protected]