لم تكن اليمن على مر التاريخ مصدراً للشر مطلقاً، بل كانت ومازالت وستظل ملاذاً للإنسانية والخير والعدل والوئام والتسامح، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث شريف: (إذا شاعت الفتن فعليكم باليمن) وقال صلى الله عليه وسلم: (إني أرى نفس الرحمن يأتي من اليمن) وقد قال الله سبحانه وتعالى عنها: (بلدة طيبة ورب غفور) صدق الله العظيم. ولذلك فإن الذين يحاولون جلب الفتن إلى أرض الكرامة والعزة والإيمان فإن عليهم أن يكفوا عن هذا الفعل الحاقد, ويتركوا اليمن وشأنها .. وأهلها أدرى بشعابها وجبالها ووديانها وهضابها وسهولها وسواحلها وجزرها وبحارها وخلجانها وجرفها القاري ومياهها الإقليمية. إن المتتبع للتاريخ السياسي لليمن سيجد أن أهلها دعاة سلام ومحبة ووئام، وهم موحدون وصناع السلام والوحدة الإنسانية، وهم ضد الفتن والاحتراب وهم عون لمن اعتدي عليه ونجد للمظلوم وغوث للملهوف وصناع للحضارة الإنسانية ولا يقبلون بالضيم فهم أشداء .. قال تعالى: (قالوا نحن ألو قوة وألو باس شديد) .. وهم أهل شورى, وأصحاب حكمة وإيمان وإن ظهر فيهم من يدعو للفتنة فإنه مرفوض ومنبوذ ولا مكان له في بلاد اليمن. إن الفكر السياسي الإنساني في اليمن قديماً وحديثاً مصدر للحكمة والإيمان والقوة والعزة .. وقد برهنت الأحداث أن اليمن بواية الخير والسلام لحياة عادلة وآمنة لا يعتدي فيها أحد على أحد .. ولذلك فإن على دعادة الفتن والتخريب الذي يظهرون بين الحين والآخر أن يدركوا بأن اليمن ليست البيئة التي تنمو فيها الفتنة وتستمر على الإطلاق فما إن يتم اكتشاف بؤر الفتنة حتى يهب الشعب لسدها. إن التاريخ السياسي لليمن مدرسة إنسانية بنيغي العودة إليه لمعرفة العدل والحق والإنسانية والتسامح وليدرك الذين يروجون للفتن بأنهم يستجلبون أفكاراً وأساليب لا تتناسب مع اليمن؛ لأن اليمن مصدر الخير كله وعليهم العودة إلى جادة الصواب والعمل من أجل الخير العام والسلام الاجتماعي وأن يكفوا عن محاكاة وتقليد الآخرين وأن يجعلوا من المصالح العليا لليمن فوق الأهواء والنزوات والطموحات غير المشروعة وليدرك الجميع أن وسائل التغيير والتحديث السياسي عبر الانتخابات بإذن الله.