كشفت الحوارات التي أجريت مع شريحة الشباب ان الكثير منهم قد وقع ضحية التعبئة الخاطئة والكيد السياسي الذي خطط له بعض قادة أحزاب اللقاء المشترك الذين فشلوا في الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات والوسائل المشروعة، وأن الكثير من الشباب قد تعرضوا لحالة إهمال شديدة من الجهات ذات العلاقة في الدولة وان القائمين على التربية والتعليم معلمين وإداريين قد قصروا في أداء المهمة التربوية وأتاحوا الفرصة لقيادة تربوية متحزبة تنتمي إلى أحزاب سياسية حاقدة على الوطن ولم تتم متابعة ومراقبة ذلك السلوك الحزبي ومنعه من الممارسة المضرة بالشباب التي أثرت على مبدأ الولاء الوطني، بل ان المتشددين الحزبيين في السلك التربوي قاموا بعزل الشباب عن الوطن وهمومه وتاريخه وقدموا لهم جرعاً فكرية منحرفة جعلت الشباب لا يدركون خطورة تلك التعبئة العدوانية إلا بعد فوات الأوان وبعد ان أصبح البعض منهم غير قادر على مقاومة تلك التعبئة ولم يعد أمامه غير التنفيذ دون مناقشة أو استفسار،دون معرفة عواقب تلك الأفعال. لقد أظهرت الحوارات مع الشباب ان الكثير منهم ما ان يدرك الحقيقة حتى يعلن انسحابه الكامل مما عرف بساحة التخريب ولحق بزملائه في ساحة تصحيح المسار، والبعض الآخر طلق الحزبية وانسحب إلى ساحة ميدان التحرير مسانداً للصواب ورافضاً الفتنة والتخريب ومحافظاً على الوحدة الوطنية والشرعية الدستورية. كما ان الحوارات مع الشباب كشفت عن ان أولئك الشباب المدفوعين قد غرر بهم من قبل أحزاب اللقاء المشترك وان هؤلاء المدفوعين ليس لهم مطالب حقوقية مطلقاً، بل انهم مدرسون وموظفون والكثير منهم ضالعون أو مورطون في قضايا فساد في الوظيفة العامة، فقد برهن أحد الشباب المنسحبين وهو موظف تربوي ان عدداً من المعتصمين في ساحة التخريب لديهم قضايا فساد كأن يكون موظف مرتين أو أكثر هو وزوجته أو زوجاته وبأسماء مزورة ولذلك رب ضارة نافعة فإن على وزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية السعي بجدية إلى تصحيح هذه الاختلالات التي أثرت على الشباب وأحدثت فتنة لأن البعض من المعتصمين لم يعودوا قادرين على الانسحاب لأن قيادات المشترك الموجودين في أجهزة الدولة قد ورطوهم في قضايا فساد، فهل يمكن تصحيح الخلل؟ نأمل ذلك بإذن الله.