خلال الفترة الماضية، منذ بدأت الاعتصامات في البلد تعطلت المؤسسات التعليمية “تعليم أساسي +ثانوي + جامعي + فني، ومهني” وهو أمر مستغرب له.. وذلك بسبب تغيب الدكاترة عن الجامعات، والمعلمين، والمعلمات عن المدارس، ولا ندري سبباً لذلك التغيب، ومبرراته.. مع أن الحكومة قد لبت مطالب الجميع من حيث المرحلة الثالثة للأجور، والعلاوات السنوية منذ العام 2005م وحتى اليوم .. ويفترض أن يعودوا إلى أعمالهم في الجامعات، والمدارس بالذات، وأن استمرار التغيب يعد مخالفاً للقانون الذي يقضي بفصل أي موظف يتغيب قرابة الشهر غياباً متواصلاً دون أن يكون لديه مبرر قانوني، ودون أن يُعلم جهة العمل بأسباب غيابه مسبقاً، وقبل الوصول في الغياب إلى الحد الذي يقضي بفصل الموظف. إن تعطيل المؤسسات التعليمية يعد جريمة في حق أبنائنا الطلاب وإضاعة سنة من أعمارهم.. وها هي الحكومة المكلّفة بتصريف الأعمال تدعو كل المعلمين والمعلمات إلى العودة إلى مدارسهم حرصاً على السنة الدراسية للطلاب وتؤكد أن العودة إلى المدارس سوف تغفر لهم فترة الغياب التي مرت، إكراماً لأبنائنا الطلاب، إذن على المعلمين والمعلمات ودكاترة الجامعة تلبية نداء الحكومة ممثلة برئيس حكومة تصريف الأعمال الذي وجهه في يوم 2/أبريل عبر القناة الفضائية وذلك ما نأمله. أما أن يستمر الغياب تحت مبرر المشاركة في الاعتصامات فهذه ليست حجة، ولا مبرراً قانونياً لأنهم لا يستمرون مع الاعتصامات طوال اليوم.. وإذا كانت المشاركة في الاعتصامات حقاً من حقوقهم الدستورية.. فبإمكانهم المشاركة في فترة ما بعد الدوام المدرسي والجامعي... بدلاً من أن يهدروا حقوق الطلاب عليهم.. وهي حقوق أقوى كونهم يأخذون أجراً على ذلك وتقاضي الأجر دون عمل حرام، وفساد عظيم.. ومن العيب أن تنادي بالحرب ضد الفساد، وأنت نفسك فاسد.. وعليه فإصلاح النفس والذات قبل مطالبة الآخرين بإصلاح أنفسهم.