نحن محاصرون بأمواج لا تتوقف من الكذب.. كذب متعمد .. مدروس .. مكثف .. ربما سيراً على قاعدة أكذب اكذب حتى يصدقك الناس. المشكلة في أن أمطار الكذب لا تترك أثراً حقيقياً على الأرض، تتمثل في أن الزمن اختلف كثيراً ولم يعد يساوي تأثير الكذب إلا سهولة انكشافه. المشكلة الثانية التي تواجه من يكذبون وكأنهم يتنفسون، أن العامة والدهماء أنفسهم صاروا يتمتعون بحس قادر على تمييز ما هو فاجر. مرات عديدة استمع إلى تقارير وأخبار يقول أصحابها إنها من الميدان فأذهب إلى الميدان أو يصادف أن يكون فيها من أعرفه، فأجد أن الكذب المفرط هو سيد كثير مما تسمع وأسمع. وفعلاً كاد المثل أن يكون حديثاً.. «حبل الكذب قصير» - وإن امتد – قابل للانقطاع وإن تضخم .. وبحسابات المكسب والخسارة أنصح كل من يريد أن يصل إلى الناس أن يعمل على ترشيد الكذب أولاً، لأن الكذب حرام، وثانياً لأن الوصول إلى كشف الكذب صار متعدداً تبعاً لتعدد وسائل المتابعة. أخوة في الوطن أعرفهم يصيبونني بين الحين والآخر بالذهول من قدرتهم على نسج ماهو كاذب بأصوات بدأت الكذب بذبذبات أصوات مرتعشة فصارت الأصوات أكثر جرأة وهي تكذب. من التواصي بالحق أن نتنبه إلى الكذب أو نصارح بعضنا بالقول : عفواً .. أنت صاحبي وأخي ولكن لماذا تكذب.؟