عزمت اثنين من الأصدقاء على متابعة مباراة ساخنة في الدوري الايطالي.. لا بأس اعتبروه هروباً من أخبار شوارع «الحكمة يمانية سابقاً» لكن الريموت كنترول رفض أن يقر أويستقر بين قناة المباراة الكروية والمباريات السياسية.. وكان محرجاً أن أحدنا لم يستطع الإجابة على سؤال ابنه.. هاااه كم نتيجة المباراة.. لعل العزاء أن الأرض كروية أيضاً. أخبار وبرامج صارت كلها تغنيك عن الاستثارة بفيلم «اكشن» أو مواجهة كروية تنتهي بنزول الجمهور وانقطاع ملابس الحكم ومساعديه. المواجهات في الشارع واحدة لكن كل قناة ستعطيك نقلاً مختلفاً ووصفاً مغايراً وتحليلاً خارج القواعد تبعاً للموقف السياسي للمموّل. كن من محبي كرة القدم أو المصارعة أو الكنغ فو أو أي لعبة عنيفة، ستجد في القنوات الاخبارية والحوارية ما يستفز هدوءك .. وإذا كنت من محبي الشطر نج لابأس، شريطة أن تكون في جاهزية التعاطي مع فكرة استبدال حوار التفكير العميق بحوار قذف من يلعب معك بأحجار الشطر نج. المشهد العام يغلي بالمباريات لكنها مباريات غريبة.. حكم غير نزيه ولا عبون أشقياء.. واحتياط يمارس العنف من خارج خطوط التماس. كل شيء في ملعب السياسة يأخذ شكل منافسات ولكن.. بدون قواعد للعب النظيف وبدون أي روح رياضية.