تتعدد أذواق الناس في شراء الهدايا أو في رغبة الحصول عليها ولكن لايشك أحد أن هدية جميلة ومعتبره لابد من اختيارها عندما يكون من سيحصل عليها عروس شابة في مقتبل العمر، وهناك قائمة طويلة بأشياء جميلة وثمينة يمكن أن نهديها في مناسبة كهذه باستثناء العطور والبخور والملابس الخاصة لأنها أشياء أساسية وضرورية تكون العروس قد تزودت بها من تلقاء نفسها. شخصياً أجد أن أجمل وأثمن هدية يمكن أن أقدمها لابنتي يوم زفافها هي: عصارة الجزر نعم لما لهذه الآلة من فائدة عظيمة وقيمة صحية كبيرة جداً حيث أن كأس من عصير الجزر يومياً مضاف إليه بعض الحامض سواءً كان ليموناً أو برتقالاً وبعض الخضار مقبولة الطعم كالطماطم أو الخيار له فائدة عظيمة جداً للجسم والبشرة ولن تصدقوا أن أثرياء العالم يلتحقون بمنتجعات سويسرا والكاريبي وأشهر أماكن السياحة التجميلية في العالم ليحصلوا على مجموعة عصائر مشكلة من كوكتيل مختلف من شتى أنواع الفواكه والخضار كغذاء أساسي في تقليل الوزن وتحسين القوام والحصول على بشرة صحية شابة وليس هذا وحده بل ونفسية هادئة لما تحمله لنا هذه الكنوز الخضراء من مجموعات كبيرة من الفيتامينات والمعادن والتي تساهم إلى حدٍ كبير في تحسين حالة المزاج الإنساني. إن هدية كهذه يمكن أن تساهم في تعليم الزوجة الصغيرة دروساً كثيرة في الصحة منذ اليوم الأول ويمكن أن تغير لديها وزوجها أنماطاً غذائية خاطئة جداً اعتاد عليها أغلبية الناس هنا كأن يبدأوا يومهم بكوب شاي شديد التركيز لا يستفيد منه الجسم إلا من ناحية السعرات الحرارية الزائدة التي يلقي بها داخل هذا الجسد لكن تأمل مقدار حيويتك وانطلاقك نحو الحياة حين تبدأ يومك بكأس كبير من عصير الجزر والليمون أو الزنجبيل أو الطماطم، وإذا كنت من أصحاب المعدة الحساسة فعليك أن تكتفي بعصير الجزر مع التفاح، سعر سلة الجزر في هذه الأيام لا يتعدى ثمانمائة ريال وهذا سعر جيد جداً اليوم لأنه قابل للارتفاع غداً، هذه الآلة العجيبة والجميلة في نظري يجب أن تتوفر في كل بيت لأنها تعطي درراً ثمينة وأنا واحدة ممن يقدس العصير لأنه بالنسبة لي مطر غزير تبتل به العروق حتى الغرق! وفي موسم العنب القادم ستحصلون على أفخر العصائر الطازجة حين تلقون في بطن تلك الآلة حفنة كبيرة من العنب على مختلف أنواعه ثم تنعمون بألذ طعم يمكن أن تتذوقوه، والرمان كذلك يمكن لتلك الآلة أن تصنع منه شراباً وردياً جميلاً بلون أحلامنا السعيدة، هاهو موسم الخيرات قادم فلا تبخلوا على أنفسكم بكؤوس مدهقة من هذا العذب الزلال من الفيتامينات والتي تنقلكم إلى عالم مرفه من الصحة والجمال والدلال، دلّلوا أنفسكم ونساءكم وأطفالكم بهذه الآلة التي لا يتعدى ثمنها عشرين الف ريال وتذكروا أن ما تنفقونه لشراء القات والدخينة يتجاوز ذلك المبلغ بأضعاف مضاعفة. ينبغي أن تتغير ثقافة الشاي والقهوة إلى فلسفة العصير والماء لأني أعتقد أن هذه العصبية المجنونة التي تميز أفراد مجتمعنا ليست ناتجة إلا عن نقص كبير في كمية الفيتامينات والمعادن التي يفتقدها الجسم أضف إلى ذلك أنه من أكثر المجتمعات استهلاكاً للمحرقات “البسباس”. فتخيلوا معي برنامجاً لرجل يبدأ يومه بكوب من الشاي المركز سواءً كان بالحليب أو من دونه ثم يدخن السجارة تلو الأخرى قبل أن يتناول إفطاره الجاف الذي يفتقر للأجبان والبيض والزيتون ومشتقات الحليب المختلفة ثم يأتي وقت الظهيرة ليتناول غداءه الخالي من البروتين والسلطة ويتفرغ بعدها لمضغ القات ولوازمه أو إكسسواراته من سيجار وشيشة أو الارجيلة وبعض المشروبات المنبهة للأعصاب والغازية في نفس الوقت مع العلم أنه قد يكون احتسى الشاي أو القهوة في مقر عمله عدة مرات. مثلاً الآن شخص تناول طعاماً غير مغذٍ وكمية كبيرة من المنبهات وأيضاً كمية لا بأس بها من المحروقات مع وجبات الطعام كيف سيكون وضع أعصابه في نهاية اليوم؟!! هل تتوقعون أن يعود لزوجته بوردة؟ أو حتى كلمة طيبة؟ أو زجاجة عطر أخاذة؟ أنا أترك الإجابة لكم ولا أتوقع أن يكون من بين قرائي من لم يفهم إلى اليوم لماذا يشكو مجتمعنا من الجفاف العاطفي؟ بالمناسبة هل جربتم عصير البطيخ بشكله المركز عبر تلك الآلة العجيبة؟.