عُقد مؤتمر دولي في تركيا مؤخراً لبحث التطورات والأحداث التي وقعت وماتزال في عدد من الدول العربية الآسيوية والأفريقية وبدأت رياحها تجتاح إيران التي يتهم رئيسها نجاد بمحاولة نزع ولاية الفقيه من سيده الذي لولاه ما صمد رئيس الجمهورية أمام العاصفة التي كادت أن تقتلعه بقيادة حسين موسوي ومهدي كرّوني المعارضين البارزين اللذين يحظيان بشعبية في إيران. وقد ذكرت بعض التقارير أن هذا المؤتمر ركّز على دعم التنمية في الدول العربية التي اكتسحها مايسمى الانتفاضات أو الثورات الشبابية الشعبية ماأدى إلى تدهور سريع وحاد في الإيرادات من السياحة والصناعة والزراعة والضرائب والجمارك وتوقفت المصانع والمؤسسات التجارية والدراسة الأساسية والجامعية أو كادت, بل وصل الأمر إلى محاولات منع الطلاب في اليمن مثلاً من أداء الامتحانات السنوية اللهم إلا البعض منها ضمن التحالفات المعارضة التي شملت نسبة من المعلمين. ربما بنت تركيا فكرة هذا المؤتمر على غرار مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية والذي ابتكرته إدارة الرئيس ايرُنهاور وموّلته بصورة كاملة وشمل كل الدول المتحالفة ضد دول المحور وعلى رأسها ألمانيا النازية واليابان وإيطاليا الفاشية وتركيا. وقد تمكنت تلك الدول من إعادة بناء ما دُمّر في فترة وجيزة بمساعدة ومشاركة المؤسسات الصناعية والمالية الأمريكية وحققت قفزات نوعية في زمن قياسي لايتجاوز العشر سنوات 45 - 55, فكانت ألمانيا الغربية واليابان بصورة خاصة المثل الأمثل على عزيمة وتصميم الشعبين الياباني والألماني بفضل التكاتف والشعور الحماسي لدى عامة الشعبين بضرورة العودة إلى الريادة في الصناعة بنفس التفاني الذي كان سائداً قبل الحرب. ولم تمضِ العشر السنوات إلا وقد بدأت الدولتان المذكورتان تنافسان أمريكا بالتحديد في النهوض الصناعي والتكنولوجيا والتعليم العالي والاختراعات التي بهرت العالم وحقق البلدَان فائضاً مالياً وصناعياً أغرق الأسواق العالمية وغزت السلع اليابانية والألمانية أسواق الكرة الأرضية بامتياز لعشرات السنين بحيث لم تؤثر فيها الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة بالقدر الذي أصاب الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا, وبإمكان الدول العربية الغنية مساعدة اقتصاد اليمن مثلاً من الانهيار.