أكثر من ثلاثة أشهر مضت على بدء الأزمة السياسية التي يشهدها وطننا اليمني وتتواصل تداعياتها يوماً بعد آخر بشكل مؤسف ,ومن غير المنطقي القول: أن مايحدث هو من أجل مصلحة الوطن والشعب.. فأين هي مصلحة الوطن والشعب في إشعال نار فتنة ستحرق الأخضر واليابس؟ هل من مصلحة الوطن أن تتوقف عجلة التنمية وأن يتكبد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة؟ وهل من مصلحة الوطن والشعب أن تعطل مصالح الناس وحياتهم اليومية الاعتيادية؟ وأين تكمن المصلحة العامة في قطع الطرقات وتدمير شبكة خطوط نقل التيار الكهربائي وإيقاف إمدادات الغاز والمشتقات النفطية إلى المواطنين وكذا قطع الشوارع وإجبار المحال التجارية على الإغلاق وحرمان الناس من شراء احتياجاتهم من المواد الغذائية والمتطلبات الأخرى؟ أين مصلحة الشعب والوطن من تعطيل الدراسة الجامعية وامتحانات أبنائنا التلاميذ في المدارس؟ وهل مصلحة الوطن والشعب تقتضي الزحف على المؤسسات والمصالح والمكاتب الحكومية واحتلالها والزج بإخواننا وأبنائنا الشباب المغرر بهم إلى المحرقة؟ وهل من مصلحة الوطن والشعب أن تزهق الأرواح البريئة وتُسفك الدماء الزكية؟ وهل إرهاب الناس وإرعاب النساء وبث الخوف والهلع في نفوسهم واحتجازهم في المنازل وإقلاق السكينة العامة تصب في خدمة الوطن والشعب؟ اسئلة مشروعة تبحث عن إجابات شافية من الإخوة قيادات أحزاب اللقاء المشترك والمتحالفين معهم والذين يقولون بأنهم توحدوا جميعاً من أجل مصلحة الوطن والشعب لأن كل الدلائل والوقائع تشير إلى أن مايجري في الواقع العملي هو تدمير للوطن والشعب معاً. مايحدث اليوم ليس إلا فتنة أشعلت الأحقاد والضغائن والخلافات بين ابناء الشعب اليمني كافة على مستوى الأسرة الواحدة والبيت الواحد.. الناس أصبحوا في حالة خلاف وشجار دائم في المقايل وفي المحال التجارية والمطاعم والبوفيهات وفي وسائل المواصلات وفي الشارع وفي كل مكان.. الجميع مختلفون بين مؤيد ومعارض لما يدور من أحداث وتداعيات مؤسفة.. فأين مصلحة الوطن والشعب التي يتحدثون عنها فيما يجري؟. فهل أعمال التخريب وحرق المباني الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والمواطنين ورجال الأمن والقوات المسلحة تصب في مصلحة الوطن والشعب؟ وهل تلك الألفاظ والعبارات النابية التي أصبحت مصطلحات يتم تداولها في الأحاديث والصحف والمواقع الالكترونية وشبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) أو تلك العبارات التي تكتب على الجدران أو أرصفة الشوارع واللوحات والتي لا تعبر إلا عن السقوط المريع لأولئك النفر الذين يدّعون للأسف أنهم (شباب الثورة) فأي ثورة هذه التي يتحدثون عنها؟ وهل هذه هي أخلاق الثورة وهل هذه هي مبادىء وقيم الثورة؟ وهل هذا هو التغيير المنشود والمستقبل الأفضل؟.