العالم لا يمكن أن يعيش في أمن واستقرار وسلام إلا في ظل توازن دولي حقيقي سواء كان التوازن ثنائي القطبية«كما كان قبل انهيار الاتحاد السوفيتي» أو كان متوازناً متعدد القوى ..فتوازن القوى من أهم مقومات الأمن والسلام الدوليين ويتيح فرصُة لشعوب العالم لاختيار الأنظمة السياسية،والاقتصادية،والاجتماعية التي تناسبها وترى أنها الأنظمة التي تحقق مصالحها. إن العالم اليوم وفي ظل غياب التوازن الدولي يعيش حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجتمع الدولي يكاد يكون مغيباً تماماً إلى حد اختزل فيه النظام الدولي في دولة واحدة هي “الولايات المتحدة الأمريكية” التي هيمنت على الهيئة الدولية«الأممالمتحدة» وصارت تمارس الإرهاب والسطو على العالم باسم المجتمع الدولي والشرعية والمشروعية الدولية ومؤسساتها الإنسانية والعدلية التي تحولت إلى مؤسسات سياسية في خدمة النظام الطاغوتي الرأسمالي الصهيوني الجديد ومسخرة لقمع الأنظمة الوطنية المقاومة والممانعة الالتحاق ب«النظام الرأسمالي الصهيوني» تحت مسميات عديدة أهمها حقوق الإنسان ونشر الحرية والديمقراطية في العالم وهي في الحقيقة لا تنشر سوى الفوضى السياسية والفتن وتدمر الاقتصاديات الوطنية والنظم الاجتماعية لفرض اقتصاديات السوق والعولمة على العالم. خوف معظم أنظمة العالم من الطاغوت العالمي الجديد “الرأسمالية الصهيونية” وفي غياب التوازن الدولي دفع هذه الأنظمة إلى الهرولة والانتقال بأنظمتها السياسية والاقتصادية بطرق غير منظمة تدميرية تخريبية لصوصية وهو ما أثر على النظم الاجتماعية بالسلب وبالذات بتخلي الدول عن مسئولياتها الاقتصادية والاجتماعية وتحولها إلى جزء من نظام السوق أو موظفة في خدمة السوق مما خلق ردود أفعال فوضوية خاصة وان نظم السوق أدت إلى ارتفاع نسبة الفقر وكذا نسبة البطالة وعجز نظام السوق عن استيعاب العمالة المتزايدة ومخرجات التعليم ونتج عن ذلك مايسمى بالفوضى الخلاقة لتدمر كل شيء.