تخيلت أن الشعب اليمني قد خرج إلى الساحات، موحد الرأي والهتاف يقول: (الشعب يريد إسقاط القات)، هذه الشجرة الخبيثة التي سلبت المواطن اليمني صحته ووقته وماله ورزق عياله.. وإلا كيف تفسر مظهر الجوع والفاقة في شكل اليمني، وكيف تفسر أن الأسرة تجوع وتعرى، بينما مال رب الأسرة يذهب في شراء القات. وإذا كنا ندين بدين الإسلام، فهل القات حلال أم حرام؟ وأحسب أن ما يضر الإنسان في صحته وماله وقوت أولاده ومظهره فحرام على القياس بإجماع العلماء العقلاء، فالقات طاهر بذاته، ليس كالخمر مثلاً ولكن ما يسببه القات من أمراض وسوء أخلاق وصحة وفقر هو الحرام. نحتاج وقتاً طويلاً حتى نخرج معشر الشعب اليمني لنقول: (الشعب يريد إسقاط القات) وقلع شجرته التي تمثل إرهاباً ضد الشعب اليمني وتقف أمام تقدمه في كل المجالات، ويسألني المواطنون ومزارعو القات هذا السؤال: (وكيف سنعيش من بعد قلع هذه الشجرة)؟ والجواب: إن الدولة ستفكر بالحل، فهي وحدها المسئول عن قرار وطني مثل هذا.. ثم إن الجواب أيضاً أن الشعب اليمني ليس كله مزارع قات، وهم يأكلون ويشربون وينامون!! بالفعل شجرة القات ضمن أسباب بارزة بخلق الفوضى ووجود الجاهزية الممتازة لخلق الفتن أيضاً وإحداث المشكلات، وتحية لهذه الفتاة بنت الريف التي وقفت موقف حرة أنيقة حينما رفضت هذا الخاطب الذي تقدم لها شاب محترم وثري ومتعلم ولكنه (يبحشم) في القات بمعنى أنه ينفخ شدقه عندما يخزن، وهذه عادة قبيحة صعب أن يتخلى عنها كثير من الشباب والشيوخ، إنه مظهر قبيح جداً ودليل تخلف. إن مليارات الريالات ينفقها الشعب اليمني على القات، وبمقابل هذه المليارات مليارات من الدقائق والثواني يهدرها الشعب من وقته ومن صحته، وعمال مطارات لبعض الدول الشقيقة عندما تهبط (اليمنية) يقولون (أهيه جت طيارة العيانين) أي أن طيارة المرضى من اليمن وصلت.. فاليمني إنما يغادر من أجل المعالجة غالباً من سرطانات القات. القات واقتلاعه يحتاج إلى قرار وطني شجاع، لقد آن لليمن أن يتخلص من هذه الآفة اللعينة.