تداعيات الأزمة السياسية التي يشهدها الوطن ازدادت سوءاً منذ يوم 23 مايو الماضي عندما قام أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بتفجير الأوضاع من خلال قيام مليشياتهم المسلحة بالاعتداء على رجال الأمن والقوات المسلحة والمواطنين والاستيلاء على عدد من الوزارات والمؤسسات والهيئات والمصالح العامة في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء وأخذت هذه الأزمة منحى خطيراً بعد العمل الإرهابي الغادر والإجرامي الجبان الذي استهدف فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ورؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى يحيى الراعي والدكتور علي مجور وعبدالعزيز عبدالغني ونائبي رئيس الوزراء الدكتور رشاد العليمي وصادق أمين أبو راس وعدد من قيادات الدولة أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة بمسجد النهدين بدار الرئاسة بالعاصمة صنعاء الجمعة الماضي وأدى إلى استشهاد سبعة من الضباط والصف والأفراد في الحرس الخاص وإصابة الإخوة رؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى ونائبي رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين. لا شك أن هذا العمل الإجرامي الجبان والغادر يعبر عن حالة الإفلاس في القيم والأخلاق والمبادىء لتلك العناصر الإرهابية التي خططت ونفذت لهذا العمل الإجرامي الذي ترفضه كل الشرائع السماوية والأعراف والتقاليد كونه استهدف أحد بيوت الله أولاً واستهدف أناساً كانوا واقفين بين يدي الله تعالى يعبدونه بقلوب خاشعة ولم يكونوا في غرفة عمليات ولا يقودون معركة مسلحة ضد تلك العناصر الإجرامية الخارجة عن النظام والقانون.. فالذين خططوا ونفذوا وأشرفوا على هذا العمل الإرهابي الغادر ليس في قلبهم ذرة من الإيمان وإلا كيف يقدمون على هذه الجريمة النكراء في أول يوم من رجب أحد الأشهر الحرم التي خصها الله سبحانه وتعالى وحرم فيها سفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.. كما أن موعد هذه الجريمة تزامن مع أول جمعة من شهر رجب والتي تعد مناسبة عظيمة بالنسبة لليمنيين حيث يقال أنها كانت أول جمعة تقام في اليمن بعد أن دخل اليمنيون الإسلام. ما يشهده الوطن منذ أكثر من أربعة أشهر مضت من أعمال تصعيدية وتداعيات خطيرة تطورت بشكل مؤسف منذ 23 مايو المنصرم تنذر بكارثة لا تحمد عقباها ستكون نتائجها وخيمة إذا لم يتم تدارك الأمور واحتواؤها قبل توسع نطاقها خصوصاً بعد التطورات الخطيرة للأزمة وما شهدته العاصمة صنعاء ومدينة تعز من أحداث مؤسفة خلال اليومين الماضيين وراح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى في صفوف الأمن والجيش والمواطنين والاعتداءات التي طالت عدداً من المنشآت والمرافق الحكومية في صنعاءوتعز. إن الواجب الديني والوطني يحتم على كل الوطنيين اليمنيين الشرفاء وفي مقدمتهم أصحاب الحل والعقد من العلماء والمشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والأكاديميين وأصحاب الرأي والفكر المستنير أن يتمثلوا قول الله سبحانه وتعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها »، وقوله تعالى:«ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون» صدق الله العظيم.. وكذا يتمثلون قول الرسول الكريم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام: «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية» .. يجب على كل يمني غيور على الوطن أن يبذل كل جهده للعمل على رأب الصدع ووأد الفتنة قبل استفحالها واتساع رقعة نيرانها التي إذا انتشرت لا سمح الله فستحرق الأخضر واليابس ولن ينجو منها أحد. أين الحكمة اليمنية؟.. أين عقلاء اليمن وحكماءها؟.. أين ورثة الأنبياء ؟.. لماذا هذا الصمت المريب جراء ما يحدث في الوطن؟ لماذا ينظر الجميع لسفينة الوطن والأمواج العاتية تتقاذفها ذات اليمين وذات اليسار دون أن يحركوا ساكناً وكأننا لسنا جميعاً على ظهرها فإن غرقت غرقنا جميعاً وإن نجت نجونا جميعاً. [email protected]