تعز المحافظة والمدينة والناس عنوان المدنية والتمدن والفكر المستنير.. تعز عاصمة الثقافة والجمال والحب والسلام.. تعز قلب اليمن النابض.. تعز روح الثورة المتجددة.. تعز الوحدة والديمقراطية.. تعز انطلق منها الثوار للدفاع عن ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م والنظام الجمهوري في الجزء الشمالي من الوطن وانطلق منها الثوار لتحرير الجزء الجنوبي من الاستعمار البريطاني الغاصب والحكم السلاطيني الجائر.. تعز التي أنجبت الأستاذ المناضل الكبير أحمد محمد نعمان والشهيد عبدالوهاب نعمان والمجاهد الكبير الشهيد عبدالله الحكيمي والشهيد عبدالفتاح اسماعيل والشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب والشهيد محمد صالح فرحان والشهيد محمد أحمد نعمان والشهيد عبود الشرعبي والأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان «الفضول» وقائمة طويلة من المناضلين والمفكرين والمثقفين الذين لمعت أسماؤهم في أرجاء اليمن من خلال أدوارهم النضالية وإسهاماتهم الوطنية المخلصة التي كان لها الأثر الكبير في تحقيق التحولات التاريخية وبناء الدولة الحديثة. تعز رفدت الوطن بالكفاءات الإدارية والاقتصادية والسياسية والثقافية والقانونية والتربوية والأكاديمية والإعلامية.. تعز التي أصبحت تمثل مناراً للمدينة يحاول اليوم البعض من أبنائها أن يفرضوا عليها نظام القبيلة بصورتها المتخلفة الهمجية وليس بصورتها الجميلة وقيمها وعاداتها وأعرافها النبيلة. تعز التي تعد منارة تشع منها الثقافة والعلم والحب والسلام يحاول البعض أن يحولها إلى بؤرة للفوضى والتخريب ونشر القلاقل والفتن وزرع الضغائن والأحقاد بين أبنائها بعضهم البعض وبينهم وبين أبناء الوطن بشكل عام. تعز التي اعتادت الهدوء والسكينة وعدم وجود المظاهر المسلحة فيها انتزع منها بعض أبنائها ذلك الهدوء والسكينة فبثوا فيها الرعب والخوف والهلع وانتشر في شوارعها وحاراتها وأزقتها المدججون بالأسلحة المختلفة «الكلاشنكوف المسدسات البوازيك المعدلات القنابل» حتى غدت وكأنها ساحة حرب.. دماء تسفك وأرواح تزهق ومؤسسات ومصالح حكومية تنهب وتقطعات وأعمال فوضى وتخريب تمارس هنا وهناك.. فهل هذه هي الدولة المدنية الحديثة التي يبشرون بها وهل هذه هي عناوين لما يسمونها بالثورة وعناوين للنظام القادم الذي يتحدثون عنه وهل هذا هو التغيير الذي ينشدونه؟. لقد كانت تعز وستظل مدينة السلام وجسراً للمحبة والتواصل بين أبناء الوطن وكانت ولا زالت وستظل عنواناً للمدنية والحداثة والرقي والتقدم ولن ترضى أبداً أن تكون محطة للتخلف والهمجية ومنبعاً لتصدير النعرات القبلية والطائفية والمذهبية والفئوية والقروية فقد تجاوزتها منذ عقود طويلة مضت وستبقى عاصمة للثقافة ومنارة تشع منها المدنية والعلم والحب والوئام. [email protected]