يعتقد البعض من الناس أن صبر الدولة في كثير من القضايا دليل على ضعفها وعدم قدرتها على ضبط الخارجين عن الدستور والقانون، ولم يدرك ذلك البعض أن ذلك الصبر له حساباته الدقيقة التي تراعى فيه كافة الجوانب لما من شأنه تجنب القدر الكبير من الخسائر وخصوصاً الخسائر البشرية، ولذلك نجد الخارجين عن الدستور والقانون في حالة من الغرور الذي لا يحسبون عواقبه ولا يقدرون نتائجه ويتمادون في غيهم وصلفهم، ويصرون على عدائهم على الشعب ومقدراته دون رادع من ضمير أو مجرد شعور بالمسئولية، ولم يدرك الفاعلون المنفذون للإجرام والإرهاب أنهم لابد أن تطالهم يد العدالة ولو بعد حين. إن أحداث الإجرام والإرهاب التي لحقت بالشعب قد أصابت المواطن في مسكنه ومصدر رزقه وأقلقت حياته وأعدمته الماء والكلأ، وجبت عنه النعم المديدة ولوتمكن الخارجون عن الدستور والقانون من منع الهواء على المواطن لفعلوه، ولذلك نجد المواطن في كل مكان من أرض الوطن يطالب الدولة بالخروج من صبرها والقيام بواجبها الدستوري لفرض هيبة الدولة وبسط نفوذها وسلطانها، وبات المواطن اليوم يرى أن الفوضى العارمة التي دعت إليها أحزاب اللقاء المشترك من أجل الانقلاب على الشرعية الدستورية هذه هي نتائجها وهذا هو مشروع اللقاء المشترك وشركائه، إنه الإجرام والإرهاب وانتزاع نعمة الأمن والاستقرار، فهل هناك عاقل يرضى بذلك?. إن الإصرار على الجريمة والإرهاب لا يفكر فيه إلا كاره للحياة وحاقد على الشعب وصاحب هوى شيطاني يريد للأمة الهلاك والدمار، وقد أظهرت الأحداث الأخيرة في المشهد اليمني أن صاحب الهوى الشيطاني قد تحالف مع الحاقد على الشعب ومقدراته ومع الكاره للحياة وجمعهم هدف واحد هو تدمير البلاد والعباد، ولذلك فإن الواجب يحتم من جديد على الشعب أن يعتصم بحبل الله وأن يشكل اصطفافاً وطنياً متيناً إلى جانب القوات المسلحة والأمن من أجل تخليص البلاد والعباد من مختلف النزعات الشريرة وعلى الأجهزة المعنية والمؤسسات الدستورية أن تقوم بالواجب الدستوري، لأن المواطن لم يحتمل كل هذا العذاب، وقد حان الوقت لاستعادة نعمة الأمن بإذن الله.