اضطرني الحديث مع أحد الشباب الذين نشأوا في كنف الوحدة إلى القول بشيء من القسوة: ألا ترون أنكم الآن وسيلة من وسائل الانقلاب على التجربة الديمقراطية والتعددية السياسية وأنكم تحاولون بأفعالكم وأقوالكم المنكرة تكميم الأفواه وفرض التسلط والكهنوت والعودة بالبلاد والعباد إلى عصور الجهل والفقر والمرض والقهر؟ ومضيت في وصف الآثار السلبية الخطيرة التي وصلت إليها البلاد بسبب ركوب موجة التغيير عن طريق الانقلاب على الشرعية الدستورية ووقوع الشباب فريسة تحت أنياب تجار الحروب وصناع الأزمات وقلت بالحرف الواحد لكم أيها الشباب أن تقارنوا كيف كانت البلاد قبل خمسة أشهر من الآن وكيف أصبحت اليوم. إن العقل السليم هو القادر على استشراف آفاق المستقبل عقب ما جرى من تدمير للقيم الروحية والأخلاقية وإساءة إلى الدين والوطن وإحراق للمصالح العامة والخاصة وقتل للنفس المحرمة واستباحة لكل المحرمات، وتعطيل للحياة وتدمير لمصالح الناس والقضاء على منافعهم اليومية ولكم أيها الشباب أن تسألوا أنفسكم وتفكروا بصوت عالٍ: هل هذا هو المشروع الذي تحملوه و تتحملوا مسئوليته لمستقبل اليمن ؟ وهل تدمير المصالح والمنافع والخيرات وتعريض الوطن للخطر وتحطيم القيم الأخلاقية والدينية والوطنية واستباحة الدماء والأعراض ترضي عاقلاً؟ وهل البعد عن الله سبحانه وتعالى والاستقواء بالمنظمات الدولية والاحتكام إلى الطاغوت هو منهجكم الجديد الذي رسمه لكم الحاقدون على الدين والوطن ؟ أيها الشباب أنتم نصف الحاضر وكل المستقبل فلماذا لا تفكرون بوعي في مستقبل بلادكم ؟ ولماذا تقبلون أن تكونوا سبباً في تدمير الوطن ومقدراته ؟ وأين القيم الدينية والوطنية التي نعتقد أنكم تربيتم عليها ؟ وأين غيرتكم على الدين والوطن ؟ إنكم أيها الشباب مطالبون اليوم بالعودة إلى الله الذي بيده كل شيء ؟ وأن تغلبوا مصالح الوطن العليا على المصالح الخاصة ، وأن تبرهنوا على قوة إيمانكم بحب الوطن من أجل إعماره ورفعة شأنه بإذن الله.