يقدم الإسلاميون أنفسهم بديلاً للآخرين ، فالإسلام دين ودولة.. وسعى الإمام الشهيد حسن البنا - رحمه لله - جاهداً أن يخرج الأمة الإسلامية من الظلمات إلى النور وحاول أن يتمثل الإسلام سلوكاً وقولاً، بعد أن دهمت الأمة أخطار وأحدق بها الأعداء من كل جهة.. ولقد ألف الرسائل وأنشأ الخطب ونصح ووعظ، وفيما يبدو أن دعوته ذهبت أدراج الرياح ولم تفلح على النحو الذي كان يبغي ويريد ، ولم تحصد الدعوة إلا القليل الذين زهدوا في السلطان وعلموا الناس الفضيلة والخلق الكريم وابتعدوا عن زخرف الحياة الدنيا التي تدعو أصحابها ومحبيها إلى الضلال المبين . لقد قرأت أكثر من مرة ( رسائل الإمام حسن البنا) رحمه الله، فرأيت فيها دعوة صادقة لدين الله وفهمت أن الإمام يدعو لسيادة شريعة الله لتكون هاديهم إلى الصراط المستقيم، وحكماً فيما يشجر بينهم من خلاف، ولقد استطاع الإمام حسن البنا أن يفهم قضية على درجة من الخطورة وهي التربية، فبدون التربية لايمكن أن تنهض أمة ولا دولة، ومفاد التربية أن يلتزم المسلم أخلاق القرآن الكريم وسنة نبيه العظيم عليه أفضل الصلوات والتسليم دون مراء أو رياء، فالرياء هو الشرك الأصغر، وهو أن يتظاهر المسلم بالإسلام قولاً لا فعلاً وأن يظهر أمام الخلق بمظهر الزاهد القانت العابد مع أن السلوك خلاف ذلك. في الحركة الإسلامية يوجد غير قليل من الصلحاء الزاهدين في متاع الحياة الدنيا وزينتها يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويصلحون بين المسلمين إذا شجر بينهم خلاف أو اختلاف ، ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت فيهم خصاصات. ولكن هناك من ينسبون إلى هذه الحركة، يتظاهرون بمظاهر الإسلام وهم يسلكون سلوكاً غير بريء وغير فاضل ، همهم جمع الدنيا بالحلال والحرام، يتكالبون على الدنيا بنهم بالغ ، ضاربين بخلق القرآن وخلق نبي الإسلام . في هذه الأيام يكون واجباً سريع الأداء على كل منتم للحركة الإسلامية أن يكون هادياً لا مضلاً، قدوة حسنة لا سيئة موفقاً بين المسلمين لا داعي فرقة، فالمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه.