كم نتمنى على جميع الأطراف السياسية في بلادنا أن تسارع في إيجاد الحلول المناسبة العاجلة لهذه الأزمة، قبل دخول شهر رمضان المبارك. لأن هذا الشهر الفضيل، وأجواءه الروحانية، لا تتناسب وأجواء الأزمة الراهنة العصيبة والمقيتة، وما نتج عنها من سوء معيشة، وتكدير حياة. فالإنسان المسلم يفرح بقدوم رمضان، ليقضي أيامه ولياليه في ما يقربه إلى خالقه ومولاه وجل في علاه ويحرص كل الحرص على ألا يفرط في لحظة واحدة من اللحظات الرمضانية المباركة. وهنا يأتي دور السؤال المحير: كيف سيكون حال المواطن اليمني في رمضان القادم وإن لم توجد الحلول المناسبة؟ - إن تفرغ للطاعة والعبادة، وقطن أحد المساجد متعبداً متبتلاً، من سيقف بديلاً عنه في طابور البحث عن الديزل والبترول والجاز؟؟ - وإن وقف في هذا الطابور المشؤوم، حُرم الخير الكثير، والأجر الجزيل، وفاته رمضان الكريم، الذي يعد فرصة ذهبية للزهاد والعباد...إضافة إلى ما سيحل به من عطش شديد، وتعب ونصب، جراء وقوفه طوال النهار في هذا الطابور تحت حر الشمس القاتل، وقد لا يسلم صومه بسبب السب والشتم واللعن، الذي يحدث بين الواقفين في الطابور، كما نسمع عنهم هذه الأيام. هذا..وأما عن غلاء الأسعار،وجشع التجار، فحدّث ولاحرج!! ومن المعلوم أن كثيراً من العاملين قد تعطلوا عن العمل منذ شهور، ولم يستعدوا لمتطلبات رمضان الكثيرة كما هي عادتهم كل عام...وهم الآن في وضع حرج جداً، وقد لا يمتلك الواحد منهم شيئاً من المال..فهل ياترى سيحس التجار بهذا ويرحموا عبادالله المساكين، ويساعدوا الناس المحتاجين، في شهر الرحمة والعطف والبر والإحسان أم أنهم سيستمرون في استغلال عبادالله المعسرين، ويتخذون من شهر رمضان فرصة لرفع الأسعار، والربح الخيالي، والمكسب الفوري، كما هو حالهم كل عام، بل كل يوم من أيام العام؟!