مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا هذه الأيام برزت ظواهر عديدة وطغت على السطح، وهي ظواهر لا تتفق مع قيمنا وأخلاقنا كمسلمين ومثل هذه الظواهر قد اكتوت بنارها الطبقات الفقيرة والأفقر لأن مثل هذه الظروف التي يعيشها البلد قد أفرزت طبقتين طبقة ثرية ومتخمة وطبقة فقيرة تعاني من العوز والحاجة لأن ما كان يسمى الطبقة الوسطى هبطت في ظل هذه الظروف القاسية والقاتلة إلى مستوى الطبقة الفقيرة وماجعل مثل هذه الظواهر تطفو إلى السطح وبسرعة البرق هو ظاهرة الغلاء المقلقة والتي لم تقف عند حد معين. فما من يوم يمضي ويطل علينا صباح يوم جديد إلا ونتفاجأ بصعود الأسعار عن اليوم الأول الذي سبق وأصبحت الأسعار ترتفع بسرعة البرق وإذا تساءلنا عن المتسبب فيما وصلنا إليه من فوضى الأسعار سنجد أنهم أولئك النفر من التجار الكبار الذين فقدوا ضمائرهم وخبا لديهم الوازع الديني والأخلاقي وأصبحوا يلهثون وراء الربح الكبير والسريع وغير المبرر في ظل غياب الرقابة وضعف أداء الجهات المعنية في متابعتهم في ظل الظروف الراهنة وهنا نسأل مثل هؤلاء التجار هل يدركون ويعرفون من هو المتضرر من مثل هذه الأفعال؟ ألا يدركون بأن المتضرر الأول ومن يقاسي من ويلات ونيران الأسعار التي يتسببون بها هم الفقراء والمعدمون ومحدودو الدخل أيرضيهم أن يعاني أبناء جلدتهم الجوع، أيرضيهم أن تظهر في المجتمع ظواهر سيئة هي بعيدة كل البعد عن أخلاق وقيم مجتمعنا اليمني؟ وهي ظواهر قد تفرضها الظروف القاهرة وسيكون إخوتنا التجار هم من تسببوا في ذلك ونخشى مانخشاه هو أن تنتشر ظاهرة السرقة وهذه الظاهرة موجودة ولكن في حدودها الدنيا فإذا تفاقم الوضع فلا أحد يستطيع أن يقف أمام تنامي ظاهرة السرقة وهناك ظواهر أخرى لا تقل خطورة عن الأولى منها ظواهر الانتحار وظاهرة بيع الأعراض فماذا يمكن أن نتصور من رجل لديه “كوم من اللحم”كما يقول إخوتنا المصريون كيف سيطعمهم في ظل هذا الغلاء القاتل وفي ظل البطالة المنتشرة هذه الأيام؟، الوضع صعب والحياة أصبحت أصعب والغالبية العظمى من الناس والنساء يبتهلون ويرفعون أيديهم إلى السماء بأن يعجل الله بالفرج. لقد بلغت النفوس الحناجر والسبب غلاء وانعدام الخدمات العامة ماء وكهرباء، وديزل وبترول فكيف سيكون حال المواطن الفقير في ظل هذا الوضع المأساوي؟ ومن خلال ما نعانيه اليوم نتمنى بأن يسود التكافل الاجتماعي وأن تجد الرحمة طريقها إلى قلوب من بأيديهم لقمة عيشنا خصوصاً ونحن مقبلون على أعظم الشهور على الإطلاق وهو شهر رمضان الكريم نتمنى أن نستوعب فضائل هذا الشهر العظيم وأن نتجاوز شهوة الجشع والطمع التي تؤلم وتحرق السواد الأعظم من أبناء الشعب.