خبر قيام بعض التونسيات اللاتي يعانين من مشكلة العنوسة بطرح مبادرة لشراء “ أزواج” وبمواصفات معينة يعتبر من أجمل الأخبار الاجتماعية المثيرة والتي سمعتها من إحدى القنوات الفضائية العربية وأعتقد أنهن “أي التونسيات” يهدفن من وراء هذا الخبر إلى لفت أنظار المجتمع إلى مشكلة العنوسة والتي لايزال يعاني من كابوسها الجنس الآخر«المرأة» كما أن إقدامهن على طرح مبادرة جريئة يعد بحد ذاته تمرداً على العنوسة والرغبة في عدم العيش في جلبابها. وإصراراً قوياً على إنهاء فصل شتاء عنوسي قارس ومنع قطاره من الوقوف في آخر محطات العمر وهي محطة الشيخوخة.. وحسب علمي بأن الموظفات هن من أكثر النساء اللاتي يعانين من مشكلة “ العنوسة” ويعود السبب إلى قيام آبائهن بإغلاق الباب في وجه كل من يريد الزواج منهن ويكون ذلك إما عن طريق الرفض واختلاق الأعذار الواهية أو عن طريق المغالاة في قيمة مهر العروس وذلك طمعاً برواتبهن ويحدث العكس مع أخواتهن غير الموظفات واللاتي يتم تزويجهن من أول عريس يطرق الباب.. ولذا فإن العوانس من الموظفات يخفين في قلوبهن كرههن الشديد لآبائهن وأذكر بأنه في أحد البرامج الدينية لقناة الناس والذي كان يقدمه فضيلة الشيخ الداعية محمد حسان .. اتصلت به إحدى النساء وشكت للشيخ ظلم أبيها لها فسألها الشيخ عن ماهية هذا الظلم فأجابته: بأن أباها ظل ولعدة سنوات يرفض كل من يتقدم لطلب يدها للزواج حتى بلغت من العمر عتياً وبسبب ذلك كانت تدعو من قلبها على أبيها بعد كل صلاة وأحياناً تظل ساهرة ليلها وهي تبكي حرقة من عدم تقبل أبيها لفكرة زواجها نهائياً.. وعندما سمع الشيخ كلامها بكى حزناً عليها.. كلما أتذكر هذا الموقف أحزن وأتألم على هذه المرأة والتي حتماً ستنال الأجر العظيم عندالله عزوجل وذلك لصبرها على ظلم أبيها لها. أرى أنه من الواجب على كل أب قبول أي شخص يأتي إليه طالباً يد ابنته للزواج وأن قبول الأب يكون مرهوناً برضى البنت وموافقتها على الزواج.. أما إذا كان الأب مصراً على رفض زواج ابنته وفي نفس الوقت تقابل رفض الأب موافقة لفظية من البنت فإن ذلك يعتبر من أعلى مراتب الظلم لماذا؟ لأن الحلم الوحيد للمرأة لا يتعدى أبداً حدود تكوين عائلة خاصة بها وعن طريق الإرتباط الشرعي بنصفها الآخر “الرجل” فالمرأة تختلف تماماً عن الرجل وذلك في كونها تمتلك كمية هائلة من عواطف الرحمة والحب والحنان وتوزع ثلثاً منها على زوجها والباقي تختزنه في قلبها حتى تفرغه في أول مولود تنجبه كما أنه من الواجب على جمعيات ومنظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية والمعنية بشئون وقضايا المرأة القيام بتسليط الضوء أكثر على مشكلة العنوسة والعمل معاً على التخفيف من حدتها وذلك من خلال تنفيذ المقترحات.. التالية : إقامة العديد من الندوات والمحاضرات الاجتماعية والهادفة إلى التعريف بماهية مشكلة العنوسة وشرح أهم أسبابها ومدى خطورتها على المجتمع.. وتبيان موقف الدين الإسلامي من العنوسة مع ضرورة الاستدلال بالأحاديث النبوية الشريفة والتي تناولت مثل هذا النوع من القضايا الاجتماعية. فتح قنوات تواصل مع العوانس من أجل الاستماع لشكواهن والتعرف على نوعية الأسباب التي وقفت حجر عثرة أمام تزويجهن والعمل على تذويبها وصولاً إلى تخليصهن من العيش في جلباب العنوسة والسماح لهن بالمشاركة في طرح الحلول اللازمة لإنقاذهن من العنوسة. - التنسيق مع خطباء المساجد لتخصيص بعض خطبهم حول أهم قضايا المرأة بما فيها مشكلة “العنوسة” وتناولها من منظور إسلامي. وكذلك فإنه من الواجب على كافة وسائل الإعلام المختلفة التطرق وبشكل دائم إلى القضايا التي لاتزال تعاني منها المرأة ومن أبرزها مشكلة العنوسة.