ياله من شهر كريم ومبارك تتنزل فيه الرحمات وتسكب فيه العبرات وتختلج فيه القلوب وتثلج فيه الصدور ابتهاجاً وفرحاً بلياليه ونسماته ونفحاته الربانية التي تسعد وتشفي النفوس وتغسل وتطهر القلوب من الهموم والمآسي والآلام لسنة مضت لهذا الشهر الكريم شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وفي هذه الأيام الأولى المباركة التي تتصف بالرحمة اختار المولى عزوجل زميلنا المذيع الإعلامي محمد صدام علي وشاء سبحانه وتعالى ان يختم حياة زميلنا بهذه الخاتمة الطيبة التي غادرنا عليها إلى عالمه الآخر البرزخي. زميلنا الكريم محمد صدام كلف بإعداد وتقديم بعض البرامج الرمضانية ونقل صلاة التراويح لشهر رمضان الكريم إلى جانب أنه يقوم بمراجعة بعض البرامج لغوياً وكان آخر عمل قام به هو نقل صلاة التراويح ليوم الثلاثاء الثاني من شهر رمضان من جامع عمر بن عبدالعزيز بصحبة زميلنا المهندس والمخرج الأستاذ عبدالكريم الجنداري وبعد ان قام الزملاء بنقل الصلاة انتظر طويلاً وتبادلا الأحاديث حتى أتت سيارة الأجرة وركبا سوياً وانصرف كل منهما إلى منزله وما كان يعلم زميلنا الأستاذ المخرج عبدالكريم الجنداري ان هذا هو آخر لقاء يودع فيه زميله محمد صدام بعد ذلك ذهب زميلنا الفقيد محمد صدام إلى منزله وتناول وجبة السحور مع أفراد أسرته وصلى صلاة الفجر ثم انصرف إلى النوم وفي صباح يوم الأربعاء الثالث من رمضان ذهبت زوجته لتوقظه للذهاب إلى العمل لكنها وجدته قد فارق الحياة وفاضت روحه إلى بارئها يالها من ميتتة طيبة كريمة شريفة ويالها من كرامة من الله سبحانه وتعالى لهذا الزميل العزيز ذي الأخلاق الرفيعة والقلب الطيب والروح المحبة المتسامحة، زميلنا الفقيد قدم الكثير والكثير من البرامج الإذاعية المتنوعة حيث كتب وأعد وقدم في جميع البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. من أشهر البرامج التي أعدها وقدمها مع بعض الزملاء والزميلات برنامج نادي الأصدقاء الذي كان له صدى وقاعدة كبيرة من المستمعين حيث كانت تصل رسائل ومساهمات ومشاركات المستعمين بالآلاف وكان من الصعب قراءة كل تلك الرسائل وكان زميلنا رحمة الله عليه يحرص على ذكر كل أسماء أصحاب تلك الرسائل حتى يطمئنوا أن مساهماتهم قد وصلت إلى البرنامج وانها لا تُهمل هذا مالمسته ورأيته من زميلنا صدام أثناء مشاركتي معه في تقديم هذا البرنامج. كان المرحوم يتمتع بذكاء وخلفية ثقافية ومدارك واسعة وكان ملماً ومتابعاً لكل ما يحدث من تغيرات وتطورات على أرض الواقع. الزميل محمد صدام جامعي وخريج قسم لغة عربية وصاحب أنامل ذهبية يتمتع بخط جميل ورائع للغاية يحب عمله ويتمتع بروح متفانية في العمل كنت أذهب إليه عندما أقوم بتسجيل برامجي للمراجعة فكان يقول لي أمام بعض الزملاء: أنت لا تحتاجين إلى مراجعة ولكن سأراجع من باب الإطلاع وكان يمنحني استمارة التسجيل وكثير من الأوقات يعطيني الاستمارة بدون مراجعة ويقول لي: أنا واثق منك أذهبي وسجّلي. الزميل صدام له بصمات عديدة في إظهار الكثير من المواهب وإبرازها والتي كانت تأتي إلى الإذاعة للمشاركة والمساهمة في بعض البرامج.. الزميل صدام كان يساعد الكثير من الزملاء ويقوم بتغطية أعمالهم.. كان يتمتع بأخلاق عالية ورفيعة وروح محبة مرحة وصاحب نكتة وابتسامة جميلة ولا يخلو يومه من النكتة حتى وإن كان مريضاً أو متضايقاً في بعض الأحيان. كان زميلنا الفقيد يحظى بحب وتقدير واحترام زملائه كما كان سابقاً يحظى بتقدير الأستاذ المرحوم محمد محسن الهدار رحمه الله المدير العام السابق للإذاعة، حيث كان يحترمه ويقدره ويستشيره في كثير من المواضيع، كما يحظى باحترام وتقدير الإدارة وباحترام المدير الحالي الأستاذ عمار المعلم الذي يكن له كل التقدير والثناء ويثق به ويكلفه بالعديد من الأعمال. الزميل صدام كان فعلاً قامة إذاعية مهمة نستفيد منها جميعاً في عملنا الإذاعي وهذا فقط تعريف بسيط وجزء يسير من حياة زميلنا المذيع الإعلامي محمد صدام علي فحياته حافلة بالأعمال الإذاعية الناجحة التي لا يتسع المجال هنا لذكرها كاملة فهي كثيرة.. رحمة الله عليك أيها الزميل الطيب المحبوب الجميل في كل شيء الجميل بأخلاقه وطباعه وطيبته وروحه المرحة سنذكرك ولن ننساك وسندعو لك وسنقرأ لك الفاتحة ونطلب لك الرحمة والمغفرة من المولى عز وجل الذي اختارك وكرمك وختم لك بهذه الخاتمة الطيبة في هذا الشهر الكريم المليء بالروائح الزكية والنفحات والنسمات الربانية وداعاً زميلي العزيز المحب ذو القلب الرحيم وداعاً يا صاحب الابتسامة والقلب الكبير.. وداعاً صدام الزميل العزيز وإلى جنة الخلد بإذن الرحمن الكريم وبحق هذا الشهر العظيم.